من رحم الأزمة.. سوريون شقوا طريقهم في سوق العمل المصري (القسم الأول)

مصر/القاهرة – سيد مصطفى/محمود عبدالرحمن – NPA
اختلفت مصر عن الكثير من البلدان التي لجأ إليها السوريون حول العالم، فبعد عدة سنوات أصبح السوريون يمتلكون العديد من المطاعم والمحال التجارية والمصانع بالقاهرة والمدن المصرية الكبرى، وباتت تلك الأماكن ممتلئة بالعمال السوريين الذين يحظون برواج وقبول كبير لدى المجتمع المصري.
المطبخ السوري يتفوق في مصر
في الشارع الرئيسي لمدينة 6 أكتوبر المصرية، وبجوار معلمها الأشهر “جامع الحصري”، تأخذك رائحة مميزة للطعام المطهو من مطعم قريب، تتبع الرائحة وتصل إلى ما يشبه دمشق القديمة، حيث القائمة الطويلة من الأطعمة السورية اللذيذة تحيطك من كل جانب، وطاقم العمال والطباخين السوريين منتشرون حولك في كل أرجاء المطعم.
“قلنا شهرين ثلاثة وراجعين” بتلك الكلمات يصف وسيم الباشا (42 عاماً) من أبناء حي الشاغور بدمشق، والإداري بمطعم “روستو” ، وسط ازدحام مطعمه، حالة مجيئه إلى مصر وكيف بدأ بها، مبينًا أنه شعر أن الحرب قد تستمر لمدة طويلة، فبدأ العمل بالمطاعم وبدأت فرص العمل تتاح له.
أكد الباشا لـ”نورث بريس” أن فرص العمل متوفرة في حال وجود نية العمل، مشيرًا إلى أن السوريين لا يعرفون البطالة، وعلى عكس المصريين المعتادين على الجلوس في المقاهي، قد لا يتضمن برنامج السوري اليومي استراحة في المقهى لأن ساعات عمله قد تصل إلى 10 و12 ساعة باليوم.
وأضاف الباشا، أن الشعبين المصري والسوري متشابهان بشكل كبير، والمصريون استقبلوا السوريين عقب الحرب أفضل استقبال.
وتطرق الباشا إلى سر نجاح السوريين في تجربة المطاعم بالقاهرة، بأن المطبخ السوري غني بالأطعمة المتنوعة، لأن المطاعم السورية كانت غير موجهة لأهل البلد بقدر ما كانت لخدمة السائحين الوافدين إلى سوريا للاستمتاع بمعالمها السياحية.
وأوضح أن الفارق بين المصري والسوري لا يتوقف عند المطاعم وتذوق الأكل، بل بين العامل في كلتا الدولتين، خاصة في الالتزام، فالعامل السوري يتحمل العمل لفترات طويلة، مبينًا ان بالمنشأة لديه يعمل 20-30 عامل مصري ولكنهم غير ثابتين.
جدير بالذكر، أن مساعد وزير الخارجية المصري طارق القوني، كشف في تصريحات صحفية له، أن عدد اللاجئين السوريين بمصر يقدر بنحو /500/ ألف لاجئ، منهم حوالي /120/ ألف مسجلين بالمفوضية السامية لشئون اللاجئين، ومنهم /40/ ألف طالب سوري بالمدارس المصرية و /20/ ألف طفل سوري