نائب عراقي: القرار الأمريكي حول إيران ليس ذو أهمية
السليمانية / إقليم كردستان – أميد توفيق – NPA
خطة أمريكا لتشديد العقوبات على إيران في شهر أيار المقبل، بالإضافة لإدراج قوات الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية، أصبح شغل العراقيين الشاغل، لأن العقوبتان المفروضتان على إيران ستؤثران نوعاً ما على الأراضي العراقية و حياة أهلها.
الرأي السائد و الرسمي هو تمسك العراق بالحيادية وعدم العدول عن هذا النهج، وعدم وقوعه في الحُفر الأمنية و الاقتصادية و العسكرية التي هيئتها كلٌّ من واشنطن و طهران للآخر.
في حين ترى التشكيلات المسلحة داخل الحشد الشعبي، أن الوقوف بجانب إيران كتفاً إلى كتف “أقرب لصلة الرحم”.
وكان رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، قد أعلن في مؤتمر صحفي بعد يوم من القرار الأمريكي الصادر في نيسان/ابريل الحالي، أن “قرار تصنيف الحرس الثوري الإيراني تنظيمًا إرهابيًّا، قرار خاطئ، وقد تكون له عواقب سلبية على العراق والمنطقة”.
وأضاف عبد المهدي أن بلده سيبذل قصارى جهده لتحقيق الهدوء نظرًا لاحتفاظه بعلاقات طيبة مع كل من طهران وواشنطن.
و بخلاف ذلك أعلن المتنفذون في الحشد الشعبي وعلى رأسهم نائب رئيس الحشد الشعبي, أبو مهدي المهندس، بصراحة بالغة، وقوفهم بجانب الحرس الثوري الإيراني كما حذروا أمريكا أيضاً من أي خطوة تتخذها ضد تلك القوات في المستقبل.
يقول الصحفي و المراقب للشأن العراقي في فرنسا علي ناجي، لـ “نورث بريس”، إن العراق مقبل على صراع أمريكي إيراني، و هذا الصراع سوف يكون على كافة الأصعدة.
ويضيف ناجي: “إن تسمية القوات الأمريكية بالمنطقة من قبل إيران أيضاً بالقوة الإرهابية، سيجعل من تلك القوات أهدافاً سهلة للإيرانيين وللمجموعات المسلحة الموالية لإيران أو المقربة منها في العراق”.
ويرى المتابع للتطورات السياسية في المنطقة، تنيا كردي، أن أمريكا أيضاً درست الحسابات حول نفوذ إيران على الأراضي العراقية والعملية السياسية، وإذا وقع أي تحرك باستهداف القوات الأمريكية داخل العراق “قد نرى المواجهات على الأرض والجو”.
وأضاف قائلاً في حديثه لـ “نورث بريس”: “إن الحرس الثوري الإيراني له ارتباطات سياسية و اقتصادية و عسكرية مع المجموعات المسلحة في العراق، و قطع العلاقة بين هذه المجموعات و الحرس الثوري أمر مستحيل، ليس بمقدور أمريكا فعله بدون الاشتباك العسكري”.
من جانبه عد أبو مهدي المهندس، القرار الأمريكي بإدراج الحرس الثوري على قائمة الإرهاب، بأنه “قرار أحمق”، كما هدد بأن “أمريكا ستتحمل تبعات هذا القرار الذي سيعود عليها بالضرر البالغ”.
من جهته أكد النائب في كتلة عصائب أهل الحق (المعروفة بموالاتها لإيران) في مجلس النواب العراقي, عدي العوادي، لـ “نورث بريس” أن القرار الأمريكي “قرار أحادي” في محاولة للتقليل من أهميته, ويضيف “القرار [أي تصنيف الحرس الثوري على قائمة الإرهاب] ليس ذا أهمية لأنه لم يصل إلى الأمم المتحدة”.
و في نفس الوقت يناشد هذا النائب رئيس مجلس الوزراء، بإيجاد طريق للتخلص من العقوبات الأمريكية على العراق، “لأن وضع الاقتصاد العراقي هش” حسب قوله.
وأضاف العوادي “يجب على رئيس الوزراء أن يتخذ مسار موازنة بحيث لا يتأثر الوضع الاقتصادي و الأمني في البلد”.
ومن جهة أخرى و بدون الوقوف على المخاطر التي تواجه العراق كما يتوقعها السياسيون و المحللون، أعلنت حركة النجباء، إحدى الفصائل المنزوية داخل الحشد الشعبي، وقوفها “كتفا إلى كتف” بجانب الحرس الثوري الإيراني.
وجاء في بيان المجلس السياسي لهذه الحركة أنها “تقف إلى جانب الجمهورية الإسلامية والشعب الإيراني الشقيق أمام أي اعتداء غاشم”.
و بالفعل و قبل يومين ماضيين، وتطبيقاً لما جاء في البيان، أرسلت الحركة قوافل من المساعدات و الآليات بالإضافة لعناصر لإغاثة المتضررين بسبب السيل الأخير إلى الأراضي الإيرانية.
في حديث لـ “نورث بريس” قال المحلل السياسي، محمد سلامة: “هناك مجموعات مسلحة عراقية تحاول أن تدافع، لكن حسب قانون الحشد الشعبي و القوانين العراقية و الوضع الاجتماعي في العراق لن يسمح لها أن تتطرف لصالح الدول المجاورة”.
و من جانبه أعلن المُتحدِّث الرسميُّ باسم وزارة الخارجيَّة أحمد الصحَّاف “لسنا مع تحالفات سياسية، و لن ننحاز لخطاب المحاور، و سنكون فاعلين في أي بادرة تنعكس إيجاباً على أمن المنطقة”.
وبالإضافة للعقوبات الأمريكية بخصوص التعامل النفطي مع إيران، والذي يمس بغداد مباشرة لتعاملها مع طهران من هذا الجانب؛ يأتي قرار إدراج الحرس الثوري كمنظمة إرهابية، بمثابة حمل ثقيل يلقى على كاهل السياسيين العراقيين.
يرى سلامة، أن العراق لا مفر له إلا الالتزام بقرارات أمريكا ضد إيران مبيناً أن “أمريكا مددت مهلة الإعفاء للعراق من العقوبات الإيرانية لمدة ثلاثة أشهر، وفي حال انقضت المهلة فيمكن لواشنطن أن تطبق العقوبات على العراق”.
في زيارته الأخيرة إلى طهران، دعا المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، للعمل على إخراج القوات الأمريكية.
و حسب متابعة تنيا كردي، فإن “عادل عبدالمهدي في طهران لم يقطع وعداً بمعادات أمريكا و العمل على إخراج قواتها في العراق كما يطالبه الإيرانيون”.
وفي الأيام القادمة يزور عادل المهدي أربيل، للاجتماع مع القيادي الكردي البارز مسعود البارزاني و كافة الأطراف السياسية الأخرى لدراسة الوضع و العمل على “خلق توازن سياسي بين واشنطن و طهران”.