“صورهم تغطي حملات التوعية ضد كورونا”.. حملات المرشحين الانتخابية في حلب تثير استياء السكان

حلب - نورث برس

حلب – نورث برس

تشهد مدينة حلب منذ مطلع الشهر حملات دعائية وانتخابية للمرشحين لعضوية مجلس الشعب السوري، المقرر إجراء انتخاباته في 19 تموز/ يونيو الجاري، حيث تنتشر خيام المرشحين المعدة لاستقبال السكان وتعريفهم ببرامجهم الانتخابية.

وبدا انتشار الحملات الدعائية للمرشحين ونشر صورهم على لوحات الإعلان الطرقية، وكأنها جاءت على حساب إزالة لوحات التوعية من فيروس كورونا ومخاطره، وطرق الوقاية منه، والتي تأخرت المؤسسة العربية للإعلان في نشرها.

وكانت المؤسسة قد بدأت بحملة نشر لوحات التوعية من فيروس كورونا بحلب في 29 آذار/ مارس الماضي، أي بعد فرض الفريق الحكومي المعني بإجراءات التصدي لفيروس كورونا في سوريا، لحظر التجول.

وتوفر الخيام الانتخابية للمرشحين الضيافة كما تقدم الطعام لزائريها الذين غالباً ما يأتون من أجل التعرف على البرنامج الانتخابي، حيث تكلف الخيمة صاحبها مبلغاً كبيراً، ذلك أنها تتضمن تقديم الطعام، وإقامة الحفلات، بحسب متعهد لإحدى الخيمات الانتخابية.

ويعبر علي الصغير (٤٦ عاماً)، من سكان حي الحمدانية بمدينة حلب، لـ “نورث برس” عن استياءه مما يتم صرفه من قبل مرشحي مدينة حلب، ويرى لو أن المرشحين خصصوا هذه المصاريف لمعالجة مصابي الحرب، أو دعمهم بأطراف صناعية، لكان ذلك أجدى.

وأضاف “هناك آلاف العائلات في المدينة ليست لديها القدرة على إطعام عوائلها، ولو أن المرشحين خصصوا جزءاً من ميزانية الدعايات الانتخابية لإطعام الفقراء ومساعدتهم، لأصبحوا أقرب إلى الناخبين”.

“الحملة الدعائية للمرشحين تسببت بإزالة لوحات التوعية من فيروس كورونا، بالتزامن مع ازدياد حصيلة المصابين بفيروس كورونا في المدينة”.

وقال فريد علي (٣٤ عاماً)،  إنه كان يأمل برؤية أحد المرشحين وهو يقود حملة ضد فيروس كورونا، بنفس همة قيادته لحملته الانتخابية، فرغم انتشار المرض في حلب، لم يكتب أحد من المرشحين على صوره التي ملأت المدينة، عبارة تحذر من الفيروس.

وأضاف “كان على المرشحين الوصول إلى كل بيت في حلب وليس إلى كل شارع كما هو الحال الآن، وأن يدعموا العوائل المحتاجة بالمواد التموينية، أو أن يوزعوا مبالغ مالية عليهم، بدلاً من نشر صورهم في كل مكان”.

وقال زاهر العقاد (٥٥ عاماً)، وهو موظف في دائرة حكومية بمدينة حلب، لـ “نورث برس”: الملايين أنفقت في حملات المرشحين الانتخابية على الصور التي تتلفها الشمس، ولو التفت أحد المرشحين للشعب الفقير الذي يستجدي صوته، لكان حاز على شعبية قوية، دون كل هذه المصاريف.

وأضاف: “الحملة الدعائية للمرشحين أقوى من حملة التوعية ضد خطر فيروس كورونا التي أطلقتها المؤسسة العربية للإعلان، لتوعية السكان، وكان على المؤسسة أن تلزم المرشحين بإرفاق التوعية ضمن صورهم”.