خبير سياسي : عودة الحكومة السورية إلى شرق الفرات ليست من أولويات موسكو
واشنطن – NPA
جددت تركيا تهديداتها بالقيام بعملية عسكرية جديدة في سوريا، فيما يرى خبراء سياسييون أنّ موسكو لن تسمح لأنقرة بتنفيذ تهديداتها بشن عملية عسكرية شرقي الفرات على غراء عملية غصن الزيتون التي انتهت بسيطرة تركيا و الفاصائل السورية المدعومة من قبل أنقرة على منطقة عفرين، وأنّ أولوية موسكو في هذه المرحلة ترسيخ الاستقرار وبدء تدفق المساعدات المالية لإعادة الاعمار.
واستضاف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين (8 آذار/مارس) نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، لإجراء محادثات حول ملف الصراع السوري وأزمة نشر منظومة صواريخ 400 S .
وجدد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في تصريحات للمراسلين قبيل مغادرته إلى موسكو عزم أنقرة القيام بشن عملية عسكرية واسعة في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقرطية في المناطق الشمالية الشرقية الواقعة شرقي نهر الفرات.
وتأتي التهدديات التركية في وقت حذرت فيه الخارجية الأمريكية أنقرة من مخاطر القيام بعملية عسكرية ضد مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، شركاء التحالف الدولي في الحرب على تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).
من جانبه نشر الخبير السياسي في مركز “الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية” (سيتا) التركي عمر أوزكيزيليك عبر موقع تويتر تسجيلاً مصوراً قال أنه لمقاتلين مما في الجش السوري الحرب أثناء قيامهم بتدريبات على عمليات إنزال جوي “تحضيرا لعملية عسكرية ضد وحدات حماية الشعب في منبج و شرق الفرات، لمنع محاولات التقدم من قبل النظام [الحكومة السورية] الى هذه المناطق”.
ويرى الباحث في شؤون الشرق الأوسط، تيودور كاراسيك، أن أنقرة تنوي الاقتراب اكثر من روسيا في الملف السوري “ينوي الرئيس أردوغان التحول الى الجانب الروسي لتلبية طموحاته في سوريا، فهناك جزء من المجتمع الدولي مقتنع بأن التواجد الروسي في سوريا هو الوجود الوحيد الشرعي على الأرض السورية، و ذلك بسبب موافقة دمشق عليه، و بالتالي أردوغان ينوي الانضمام لهذا المعسكر بما أن أهدافه ستتحقق أكثر من خلال الروس”.
فيما يستبعد الباحث الروسي، أليكسي خليبنيكوف موافقة روسيا على قيام أنقرة بعملية عسكرية جديدة في سوريا، وقال في حديث لـ “نورث بريس” أنه لا يعتقد أن روسيا ستعطي الضوء الأخضر لعملية تركية واسعة في شرق الفرات، وأن موسكو لا تفكر بإعادة قوات الحكومة السورية الى تلك المناطق، “لأن التأسيس لأي حالة فوضى جديدة في المنطقة ليست أمراً تريده موسكو. أولوية موسكو في هذه المرحلة الحصول على أموال إعادة الإعمار وإعادة اللاجئين وليس خلق المزيد منهم”.
وزاد بالقول “تلك المنطقة تحتاج الى عدد كبير من القوات لضبطها، بالإضافة إلى العقوبات التي تستهدف النظام [ الحكومة السورية] والميليشيات الموالية لها، وهي أمور تحذر منها روسيا وقدمت وعود بشأنها”.
وأضاف خليبنيكوف “ما ترغب به روسيا هو اتفاق يرضي الطرفين (التركي والروسي)، عبر التأسيس لتفاهمات تبعد العناصر التي تخيف تركيا من الحدود ولكن دون عمليات عسكرية واسعة النطاق تؤدي إلى موجة جديدة من اللاجئين. “
ولفت أنّ تمركز القوات الروسية على أطراف مدينة منبج بعد قيام تركيا بعملية غصن الزيتون جاء “لضمان عدم توجة القوات التركية شرقاً”.