نقص كميات البنزين المرسلة إلى كوباني يتسبب بطوابير أمام محطة توزيع وحيدة

كوباني – فتاح عيسى- نورث برس

 

منذ قرابة شهر، يضطر عارف سمعو (43 عاماً) من سكان مدينة كوباني، شمالي سوريا، للوقوف لمدة ثلاث إلى أربع ساعات يومياً تحت أشعة الشمس في طابور طويل، ليتمكن من الحصول على كمية من مادة البنزين رغم رداءة نوعيتها التي تتسبب بأعطال في سيارته.

 

ووصف "سمعو" الازدحام الكبير الذي يحصل كل يوم أمام محطة وقود في مدينته بـ"الوضع المزري"، بعد أن كان البنزين متوفراً في أكثر من محطة وقود قبل حوالي شهر ولا يوجد ازدحام عليها.

 

"يوجد في المدينة ست محطات، ولكن محطة واحدة تبيع البنزين، وهذا ما يتسبب بالازدحام ويجبرنا على الانتظار في طوابير تحت الشمس لأكثر من ثلاث ساعات يومياً للحصول على وقود السيارات والدراجات ".

 

وأضاف أن نوعية البنزين حالياً "سيئة جداً، حيث كان البنزين من فئة /100/ ليرة يفتقد للجودة، لكن الآن حتى البنزين من نوع (السوبر) الذي يباع بـ/210/ ليرة سورية أصبح سيئاً".

 

وبحسب سمعو فإن السبب في تدني جودة البنزين السوبر يعود لاحتوائه على مواد أخرى كالمازوت والكاز والمياه، "ما يؤدي لتعطل السيارات بشكل دائم، وكذلك لتعطل أعمال الناس، وخاصة ممن يسافرون إلى خارج المقاطعة".

 

ويوجد في "مقاطعة كوباني"، /32/ محطة وقود، منها /6/ محطات في المدينة، لكن اقتصار توزيع البنزين على محطة واحدة زاد من الأزمة، "ويجب أن يتم بيع البنزين في ثلاث محطات على الأقل لحل مشكلة الازدحام"، على حد قول "سمعو".

 

ويقول أصحاب سيارات في كوباني إنهم يلاحظون أثناء تنقلهم في مناطق شمال وشرقي سوريا في الرقة والحسكة والقامشلي ومنبج والطبقة أن البنزين متوفر في كل هذه المناطق، "باستثناء كوباني التي يوجد فيها أزمة وازدحام على محطات الوقود".

 

وحمّل رشيد مسلم (38 عاماً) من سكان قرية "عين البط" شرق مدينة كوباني، إدارة المحروقات مسؤولية أزمة البنزين وتدني جودته في المدينة، الأمر الذي تسبب بأعطال في سيارته ، "السيارات تتعطل بسبب سوء نوعية البنزين، لنتحمل بعدها أجور الصيانة والتصليح المرتفعة".

 

وأضاف "مسلم" الذي يملك سيارة أجرة، أنه بعد ثلاث ساعات من الانتظار يحصل على كمية قليلة من البنزين لسيارته، "لا تكفيني سوى لمرة واحدة في حال أردت أخذ مريض إلى طبيب خارج المدينة، والمحطة لا تقبل بتعبئة غالونات لاستخدامها في المرة الثانية".

 

من جانبه، قال كيلو محمد، الرئيس المشارك لمديرية المحروقات في "مقاطعة كوباني"، إن الكميات التي تصل إلى المقاطعة من مادة البنزين في هذه الفترة " قليلة، في حين أن الكميات قبل شهر كانت تكفي لملء كل محطات الوقود بمادة البنزين".

 

وأضاف أنه، وبحسب سجلات مديرية المحروقات، توجد أشهر وصلت فيها كميات كبيرة من البنزين، بينما " وصلتنا منذ بداية تموز الجاري خمسة صهاريج بنزين فقط، تم توزيعها على المدينة والريف، وهي غير كافية".

 

وأشار الرئيس المشارك لمديرية المحروقات إلى أنهم يضطرون إلى جلب بنزين من النوع الذي يباع بسعر /100/ أحياناً رغم تدني جودته، وذلك لتوفير المادة في كوباني، "ولا نعرف الكميات التي ستصلنا بسبب عدم وجود مخصصات ثابتة".

 

ويقول المسؤول إن الكميات التي تنتجها الحراقات في إقليم الجزيرة "غير كافية حالياً، بينما يتسبب الطلب المتزايد ورفع شكاوى عن قلة الكميات، إلى الاستعجال بإنتاج البنزين عبر الحراقات وهو ما يؤدي إلى تدني جودته"، حسب قوله.

 

ويضيف "محمد" أن الإدارة العامة المحروقات في شمال وشرقي سوريا والتي تشرف على توزيع المحروقات وعدتهم بحل المشكلة، "ولكن الازدحام سيستمر لفترة لأن مادة البنزين لم تصل إلى كوباني منذ فترة".