في الشمال السوري عملة ولغة وولاة أتراك.. مراقبون يتخوفون من خطط انفصالية
هوشنك حسن – نورث برس
يتهم سياسيون ومحللون، فصائل سورية مسلحة بـ"التبعية" لتركيا في المناطق التي تسيطر عليها شمالي البلاد، خصوصاً بعدما شهدت هذه المناطق تغييرات جذرية من جهة التعامل بالليرة التركية بعد دخول قانون العقوبات الأمريكي "قيصر" حيز التنفيذ أواسط حزيران/يونيو الفائت.
لكن في الوقت ذاته، ينفي سياسيون يعيشون في مناطق سيطرة المعارضة السورية والتي تبلغ نحو/ 10/ بالمئة من مساحة سوريا هذه الاتهامات.
ويرى المنتقدون أن الموضوع لم يتوقف عند تغيير العملة، بل أصبحت التركية لغة رسمية في المدارس وبات استخدامها أمراً معتاداً في التعريف بالمؤسسات الرسمية المحلية، بالإضافة إلى ذلك فإن " لكل منطقة والٍ تركي يشرف على إدارتها".
وحول هذه المستجدات، يقول عدنان الدبس، وهو معارض سوري، إن المسألة "تهيئة تدريجية لفصل المنطقة جغرافياً واقتصادياً عن محيطها العام عبر سد كافة طرق الاتصال المجتمعي والأهلي فيزيائياً وحتى الافتراضي منها".
وأضاف الدبس: "التوغل التركي في مناطق شمالي سوريا ينذر بخطورة مستقبل سوريا أرضاً وشعباً، خاصة أن المعارضة تساعد تركيا في تنفيذ أجنداتها، على حساب الوطن السوري".
من جانبه نفى المتحدث باسم الهيئة السياسية في إدلب، محمد السلامة، اعتماد التركية كلغة رسمية وقال: "محض كذب وافتراء".
لكن الأمين العام لحزب العدالة السوري المعارض، محمد نور حميدي، شبه استخدام اللغة التركية بـ "اللغة الانكليزية أو الفرنسية" في المدارس، "النظام أيضاً يدرس اللغة الروسية".
ويضع مقاتلو فصائل المعارضة المسلحة العلم التركي على أكتافهم، كما أن "العلم التركي لا يغيب عن مقرات هذه الفصائل إلى جانب علم الثورة السورية"، بحسب المنتقدين.
واعتبر "حميدي"، المتواجد في إدلب، وجود العلم التركي في المؤسسات الرسمية "تصرفات فردية ونسبية".
وفي هذا الإطار، وصف المحلل السياسي السوري، بسام البني، فصائل "الجيش الوطني السوري" بـ "الإرهابية"، مع التنويه إلى وجود معارضة "شريفة غير تلك المأجورة لتركيا".
فيما يذكر محمد السلامة أن "هذه الفصائل اضطرت للتعامل مع تركيا بعد أن خذلتها جميع الدول العربية، وتقاطعت مصالح الثورة السورية مع مصالح الأمن القومي التركي".
من جانبه، يقول المحلل السياسي الهولندي والمتابع للوضع السوري، فلاديمير فان ويغلنبرغ، إن هذه الفصائل "تدعي أنها ضد الانفصال" لكنها في الواقع "تفضل الاحتلال التركي على سيطرة النظام السوري".
وأضاف "ولغنبرغ": "المناطق التي تسيطر عليها هذه الفصائل باتت تتعامل بالليرة التركية، ويتعلم التلاميذ اللغة التركية، وترفرف الأعلام التركية في كل مكان".
وقالت "الزميلة في برنامج الشرق الأوسط" بمركز "ويلسون" للأبحاث والدراسات، إيمي أوستن، أنه لطالما "تم اتهام الكرد بأنهم انفصاليون ولكن نرى أعلاماً وعملة أجنبية في مناطق شمال غربي سوريا".
وتتهم تقارير حقوقية تركيا بممارسة عمليات تغيير ديمغرافي بالإضافة إلى انتهاكات مستمرة بحق السكان الأصليين في المناطق التي تسيطر عليها، لا سيما بحق الكرد.
وربط بسام البني الأحداث في شمالي سوريا اليوم بما حدث في لواء إسكندرون سابقاً، وقال: "تركيا تعيد تجربة لواء إسكندرون، حيث اشترطت على سوريا التخلي عنها في اتفاقية أضنة في العام 1998".
وقال محمد السلامة إن "الجيش التركي سينسحب من كامل الشمال السوري في حال التوصل لاتفاق شامل حول القضية السورية".
لكن المحلل السياسي عدنان الدبس شدد على أن مصير: "الشمال السوري سيكون رهن مآرب تخطط لها تركيا لمصلحتها وعلى المدى الطويل على حساب أهالي وسكان تلك المناطق، وربما إذا طال الأمر سيكون مصيرها كـلواء إسكندرون".