أزمة الكهرباء في مدينة حلب مشكلة تنتظر الحل منذ بداية الحرب
حلب – نورث برس
ينتقد سكان مدينة حلب المؤسسات الحكومية وعدم وفاءها بوعودها المتكررة لحل مشكلة الكهرباء في المدينة، لتستمر معاناتهم وتتفاقم في ظل ارتفاع درجات الحرارة، بالتزامن مع غلاء البدائل الأخرى لتوفير الكهرباء في المدينة.
وقال عبدو العجنجي، الذي يعمل في فرن لمبيع المعجنات بحي شارع النيل، لـ "نورث برس": منذ بداية الحرب في سوريا، وحلب تعاني من مشكلة في الكهرباء، بلا حلّ حتى اللحظة، فالتيار الكهربائي يشهد طفرات تحسن في فترات معينة، كبدايات الخريف وأواخر الربيع.
وأضاف: "لكن الكهرباء تغيب كلياً خلال الصيف والشتاء، حيث تزداد الحاجة إما للتكييف أو للتدفئة، ناهيك عن حاجة الصناعة والطبابة وغيرها من مناحي الحياة للكهرباء، فبتنا ندرك أن الانقطاع ليس بسبب عطل، بل هو نتاج تقنين لتوفير الاستهلاك، وهذا مبرر إن كان لساعات محدودة وليس لساعات طويلة وعلى حساب السكان".
أمّا زكي السمان (56 عاماً)، من سكان حي صلاح الدين بمدينة حلب، فقال لـ "نورث برس": شركة الكهرباء تكرر مقولتي "انقطاع خط حماة – حلب، وعطل فني في محطة تحويل في حلب"، فالقطع بات يستهدف أحياء دون غيرها في المدينة، الانقطاع في حي صلاح الدين يكون لمدة خمس ساعات أحياناً، بينما في حي الفرقان لا يستمر الانقطاع لأكثر من ساعتين.
وبحسب مصدر من مديرية الكهرباء في مدينة حلب، فضل عدم الكشف عن اسمه، فإن شركة كهرباء حلب ومؤسسة الإسكان العسكرية الحكومية، قد وضعتا خطة لتوفير الكهرباء لكل مدينة حلب وضواحيها، لاسيما الأحياء الشرقية التي لاتزال بلا كهرباء في معظم أحيائها، رغم مرور أكثر من عامين على دخول القوات الحكومية إليها وخروج فصائل المعارضة المسلّحة منها.
ويلجأ كثير من سكان أحياء مدينة حلب، كغيرهم من المدن الأخرى، لبدائل أخرى عن الكهرباء الحكومية، لاسيما المولدات واشتراكات الأمبير، التي ترهق جيوب المواطنين في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها معظم سكان المدينة.
وقالت تغريد عبد الرحمن السقا، والتي تسكن في حي الجميلية وتعمل موظفة في مشفى حلب الجامعي، لـ "نورث برس": معظم أبناء حي الجميلية يعتمدون على الأمبير كبديل عن التيار الكهربائي الحكومي، ففترة الحر لا يمكن احتمالها، خاصة لمن لديه أطفال ويسكن في منازل تفتقد للتهوية الطبيعية.
وأضافت: "الأمبير رغم ضعفه وعدم تشغيله لأدوات التكييف، ولكنه يعتبر حلاً لا يستغنى عنه في ظروف الحرارة الشديدة التي نعيشها هذه الأيام، فتشغيل مروحة صغيرة يدفع شيئاً من الحر، ولكنه قد يكلفنا شهرياً نحو /12/ ألف ليرة سورية، وهو مبلغ كبير في ظل غلاء المعيشة وانخفاض الأجور".
وأرجع المهندس حسان الزيات، المشرف الفني على فرق صيانة الكهرباء في مدينة حلب، لـ "نورث برس"، مشكلة الكهرباء وانقطاعها المستمر إلى "الضغط على الشبكة، بسبب التكييف الذي يستعمله معظم المشتركين، وأيضاً بسبب الحر الشديد الذي يؤثر على محطات التحويل".
وأضاف أنه " يجري العمل على حل المشكلة من خلال إعادة بناء المحطة الحرارية شرق حلب، والتي بدأت فعلاً، ولن تطول مدتها لأكثر من عام، وستؤمن المحطة وفرة كهربائية للمدينة وأريافها، وستكون بديلاً عن محطة تحويل حماة التي تغذي حلب بالكهرباء في الوقت الراهن"، بحسب قوله.