السكن الشبابي في السويداء.. حلم لم يكتمل لأبناء أصبحوا آباء
السويداء – نورث برس
لا يزال مكتتبون على مشروع السكن الشبابي في السويداء، ينتظرون اكتماله منذ /17/ عاماً، رغم أن فكرة المشروع كانت قائمة على حصول مستفيدين من الشباب على سكن دون المعاناة من طول المدة وارتفاع التكاليف.
لكن العقبات الكثيرة التي اعترضت العمل وعدم استكماله من قبل الجهات المنفذة ومتعهدي القطاع الخاص أدى لبقاء المشروع لما يقارب أربعة أضعاف المدة المحددة، بينما وصل ارتفاع الأقساط الشهرية لعشرة أضعافها.
وقالت هدى النابلسي (66 عاماً)، وهي من سكان مدينة السويداء، لـ "نورث برس"، إن الشقتين اللتين قامت بالتسجيل عليهما لم تجهزا بعد، رغم أن ولديها تخرجا وهاجرا واستقرا خارج البلاد.
"لقد أصبح لديهما أطفال أيضاً ولا تزال الشقق التي كانوا يحلمون بها تعاني من نقص التمويل".
وقام ابنا "النابلسي"، في العام 2003 ، اللذان كانا يدرسان في كلية الهندسة المدنية، بالتسجيل على شقتين سكنيتين في مشروع السكن الشبابي الحكومي شرق قرية سليم بريف السويداء.
وحدد سعر الشقة ذات مساحة /75/ متراً مربعاً، عند انطلاق المشروع، بـ/195/ ألف ليرة سورية، وكانت الدفعة الأولى للتسجيل / 70/ ألفاً، بينما حدد القسط الشهري بـ/2000/ ليرة تدفع على مدار /60/ شهرا(خمس سنوات).
أما الآن فيقدر سعر الشقة السكنية الشبابية عشرة ملايين ليرة سورية، وقد تم رفع الاقساط الشهرية من /2000/ ليرة إلى /20/ ألفاً.
وقال المهندس مسعود الشيباني، المشرف على تنفيذ مدينة السكن الشبابي في السويداء، لـ "نورث برس"، إن أعمال استكمال البناء في المشروع توقفت في العام 2013 جراء الحرب وتداعياتها الاقتصادية، " وعاد التمويل للمشروع من جديد منذ ثلاثة أعوام، ولكن بوتيرة ضعيفة ومتقطعة لا تنذر بالتفاؤل".
وكان العمل في المشروع قد توقف في العام 2005 لأسباب تتعلق برصد الميزانية المخصصة له من قبل الحكومة السورية، وبقي متوقفاً حتى العام 2013 حيث استؤنف العمل لكنه لم يُنجز حتى الآن.
وعمد الكثير من المكتتبين على شقق سكنية في مشروع السكن الشبابي، إلى بيع اكتتاباتهم، بعد أن سئموا الانتظار أو هاجروا خارج سوريا، بحسب بعض المكتتبين في السويداء.
وتتشارك ثلاث جهات حكومية في تمويل وإنجاز السكن الشبابي في السويداء، وهي مؤسسات الإسكان العسكري والإنشاءات العسكرية ومؤسسة البناء والتعمير.
وقال أمير سكري، مدير مؤسسة الإسكان العسكرية، لـ "نورث برس"، "إنجاز الوحدات السكنية تم بنسبة 70% حتى الآن، ولكننا نواجه عقبات حقيقية كنقص التمويل وقلة اليد العاملة وتوقف الآليات وعدم عملها بانتظام".
وأضاف: "أبرز العقبات هي شح مادة المازوت وعدم التزام المتعهدين في أعمال الإكساء الداخلي، وإخلالهم بشروط العقود المبرمة مع الحكومة السورية، بحجة ارتفاع أسعار مواد البناء في ظل انخفاض قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي".
ويتألف السكن الشبابي من /32/ وحدة سكنية، تضم /1200/ شقة سكنية، تتراوح مساحة كل شقة منها بين /75/ متراً إلى /85/ متراً، على مساحة أرض تبلغ /500/ دونم، بحسب مؤسسة الإسكان العسكرية.
من جانبها، قالت المكلّفة من قبل مؤسسة الإنشاءات العسكرية في متابعة الأعمال في مدينة السكن الشباب، المهندسة نور الظواهري، لـ "نورث برس": "تواجهنا عثرات في توصيل خطوط الصرف الصحي للمشروع السكني بالخط الرئيسي الذي يبعد مسافة /9/ كم غرباً، وتبلغ تكلفة شراء أنابيب الصرف الصحي نحو /800/ مليون ليرة سورية، وهذا غير مؤمن في الوقت الراهن".
وأضافت : "يحتاج المشروع كي يكتمل لعامين إضافيين كحد أدنى، مع توفر الميزانيات المقررة له من قبل الحكومة السورية، والتزام متعهدي القطاع الخاص ببنود العقود والمناقصات التي رست عليهم".