تحويل معمل سكر بريف حماه إلى ورشة خياطة واستخدام الشوندر لإنتاج أعلاف

حماه – نورث برس

 

أدت ظروف الحرب في سوريا وكذلك إجراءات الحكومة السورية إلى توقّف معمل سكر "سلحب" بريف حماه الغربي منذ العام 2014، أحد أهم مصانع السكر في سوريا، ليتحوّل خلال السنوات السابقة إلى معمل لإنتاج الأعلاف، بالإضافة إلى افتتاح ورشة خياطة نسائية داخله.

 

وتراجع إنتاج السكر في سوريا والذي يعتبر محصولاً استراتيجياً، إلى أقل من /20/ ألف طن خلال العام الماضي، حيث كان يؤمن الانتاج المحلي نحو /20/ بالمئة من حاجة السوريين من السكر الأبيض، بحسب تقارير وسائل إعلام حكومية.

 

وقال جرجس طلوة (50 عاماً)، وهو مزارع من سكان بلدة سقيبلية في منطقة سهل الغاب، لـ "نورث برس"، "كمزارعي الشوندر السكري توقفنا عن زراعة هذا المحصول الاستراتيجي بعد تحوّل عمل الشركة إلى صناعة العلف".

 

وأضاف: "الشركة تقوم بتحويل المحاصيل التي يوردها المزارعون إلى علف للحيوانات، ما يتسبب بانخفاض قيمة الشوندر، وبالتالي عزوفهم عن زراعته، والالتفات لزراعة الخضار والحبوب".

 

وبحسب "طلوة"، تكمن المشكلة الأساسية في الإجراءات الحكومية التي تساهم في فقدان إحدى أهم الزراعات في سوريا والمصدر الأساسي لإنتاج مادة السكر وتوفيرها محلياً.

 

وكان للحرب السورية تأثيراً كبيراً على تراجع العجلة الزراعية في منطقة سهل الغاب بريف حماه، حيث تحولت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية إلى خطوط تماس بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة المسلحة.

 

وكانت ست شركات سورية تعمل لتصنيع السكر هي "شركة سكر حمص"، "شركة سكر تل سلحب"، و"سكر دير الزور"، و"شركة سكر الرقة"، و"شركة سكر مسكنة"، و"شركة سكر الغاب"، وجميعها تابعة للمؤسسة العامة للسكر.

 

ويعمل منها حالياً معمل "شركة سكر حمص"، والذي عاد لتكرير السكر الخام في نيسان 2019، بعد عام ونصف من توقف إنتاجه، بينما يقوم معمل "شركة سكر تل سلحب" بتحويل الشوندر السكري إلى أعلاف.

 

وقال رضوان العلي، وهو مهندس زراعي من منطقة "سلحب"، لـ "نورث برس"، "أُغلق معمل السكر بحجة عدم توفر الكمية اللازمة من الشوندر السكري لتشغيله وعدم وجود مساحات واسعة لزراعته ولكن هذا غير صحيح".

 

 وأضاف: " لم تقدم الحكومة الدعم للمزارعين ولم تعتمد تسعيرة تشجيعية، وجاء إغلاق المعمل لصالح مستوردي السكر وتجاره".

 

 وأشار "العلي" إلى أن "الكثير من المحاصيل تعرضت للسيناريو ذاته، وكان آخرها التبغ الذي يُتوقع أن يعزف المزارعون عن زراعته أيضاً إذا ما بقي الوضع على هذا النحو".

 

وأقامت الحكومة بداخل المعمل ، مطلع تموز/ يوليو الجاري، ورشة خياطة بمساحة /400/ م2، لتأمين فرص عمل لنساء أرامل من ذوي قتلى وجرحى الحرب من قوات الحكومة السورية.

 

وقال شريف حمودة، وهو عضو مجلس البلدية في بلدة سلحب، لـ "نورث برس"، إن "معمل سكر سلحب سيعود للعمل كما السابق، بعد تأمين مصدر مائي لزراعة الشوندر  السكري".

 

أما عن الإجراء الحكومي المتعلق بتحويل المعمل إلى ورشة خياطة، قال: "الهدف كان تأمين فرص عمل لتشغيل ذوي الشهداء بعقود عمل سنوية".