منبج- صدام الحسن – نورث برس
تشهد مدينة منبج، شمالي سوريا، منذ حوالي عام إقبالاً على تربية الخيول الوطنية والعربية، وخاصة من قبل المربين الشباب الذين يواجهون عقبات لتطوير أدائها، كعدم توفر مضمار خاص لها، وارتفاع أسعار مستلزماتها، بالإضافة لغياب اتحاد يدعمهم وينظم شؤونهم.
وقال جهاد الحاج جاسم(25 عاماً)، وهو أحد مربي الخيول في ريف منبج الشرقي، إن الأدوية واللقاحات الضرورية للخيل لا تتوفر في مدينة منبج ، "أحتاج إلى شربات دود (نورماكتين) لحصاني، وأجد صعوبة في ايجادها".
"أبرز التحديات"
وأضاف أنه يعاني من عدم وجود أطباء بيطريين أخصائيين بأمراض الخيول وعلاجها، "فهناك أمراض تصيب الخيل، وفي حال عدم وجود العلاج قد تؤدي في النهاية إلى نفوق الخيل".
ويجد "جاسم"، كغيره من مربي الخيول في منطقته، صعوبة في تأمين لوازم ركوب الخيل كالسرج واللجام، "وفي حال توفرها تكون أسعارها غالية ومواصفاتها متدنية".
كما لا يوجد في منطقة منبج بأكملها بيطار (صاحب مهنة تركيب نعال الخيل) ليسمّر حوافر الخيل، "فنضطر لاستقدام بيطار من الرقة أوالجزيرة".
وقدم عادل الحميدي(45 عاماً)، وهو بيطار من مدينة الرقة، قبل فترة إلى مدينة منبج بناء على طلب عدد من مربي الخيول لتحذية خيولهم.
يقول "الحميدي" إن بيطار الخيول يتقاضى سابقاً مبلغاً يتراوح بين خمسة آلاف وعشرة آلاف ليرة سورية لتحذية حصان واحد، "أما الآن وبسبب ارتفاع الأسعار وغلاء المستلزمات التي نستعملها في التحذية وندرة توافرها، فإن المبلغ ارتفع إلى \30\ ألف ليرة".
واعتبر سالم الحسين (35عاماً)، وهو أحد مربي الخيول في قرية "أبو منديل" جنوب مدينة منبج، عدم توفر مضمار لسباق الخيول وتدريبها في منبج من أبرز التحديات التي يواجهها حالياً، "نحتاج لمضمار خاص ذي تربة ناعمة لا تؤذي حوافر الخيل".
شؤون تنظيمية
وأضاف أن مربي حوالي /35/ من الخيول في منبج، يفتقدون "لجمعية أو اتحاد ينظم شؤونهم ويقوم بالتحضير لسباقات، بينما تقتصر السباقات التي نقوم بتنظيمها على مبادرات شخصية وودية، وهي لا تتضمن جوائز".
ويقوم عدد من الشباب في منبج بتربية الخيل للتجارة، بينما البعض الآخر يربيها كهواية وحباً بها، "أغلب المربين في مدينة منبج حالياً من الفئة الشابة"، بحسب الحسين.
وقام عدد من مربي الخيول في منبج مؤخراً بإنشاء مجموعة خاصة على تطبيق "الواتس آب"، تضم أغلب مربي الخيول، وذلك للتواصل والتعارف وتنظيم اجتماعات أسبوعية والتخطيط لسباقات محلية، "وحالياً نخطط لإنشاء جمعية تضم جميع مربي الخيول لنصبح أكثر تنظيماً، ولتمثلنا في الفعاليات والسباقات التي تقام خارج المدينة".
من جهته، قال محسن الجاسم، الرئيس المشارك للجنة الشباب والرياضة في منبج، إنهم بصدد تأسيس جمعية لمربي الخيول في مدينة منبج تعنى بكافة أمور الخيل من مشاكل تواجه المربين وتنظيم فعاليات ومهرجانات للخيول، بالإضافة لتمثيل المربين خارج المدينة.
وأضاف أنهم سيعقدون "خلال الفترة القليلة القادمة اجتماعاً لمربي الخيول في المدينة لبدء أول خطوة في تأسيس الجمعية".
وحول أسباب تأخر لجنة الشباب والرياضة في تأسيس جمعية تضم مربي الخيول، أوضح "الجاسم" أنه لم يكن هناك اهتمام كبير بتربية الخيول، " منذ عام شهدت مدينة منبج وريفها اهتماماً واقبالاً على تربية الخيول".
"عدم جهوزية للسباقات"
وقال سالم الحسين أيضاً إن مربي الخيول في مدينة منبج لم يشاركوا بمهرجانات وسباقات الجزيرة في السنوات الماضية، "لعدم جهوزية الخيول الموجودة في منبج لخوض السباقات، فهي بحاجة إلى تدريب عناية أكثر لتستطيع المنافسة".
كما تشكل الخبرة المحدودة لدى مربي الخيول في منبج، عائقاً أخر أمام المشاركة في السباقات خارج المدينة.
وتنتمي الخيول لدى مربي منبج إلى الأنساب الخمسة التي تضم الكحيلات والصقلاويات والمعنقيات والشويمات والعبيات، كما يتفرع عن هذه الأنساب فروع وتسميات أخرى، حسب ما ذكر مربو خيول في ريف منبج.
كما تنقسم الخيول إلى الوطني غير المسجل عالمياً، والدولي الذي يحمل ختم منظمة واهو (المنظمة العالمية للجواد العربيWAHO).
وقال سالم الحسين أيضاً إن أغلب مربي الخيول يمتنعون عن تسجيل خيولهم لدى منظمة واهو، لاعتقادهم أنه بمجرد التسجيل سيكون هناك دفع ضرائب، حيث تحمل الخيول الدولية الوشم الذي يوضع على رقبة الحصان ويكون بمثابة شيفرة تسجيل لدى منظمة واهو.
" لا يوجد فرق كبير بينهما فالمواصفات والدم واحدة، وغالباً ما تجد حصاناً وطنياً يكون أجمل من الدولي، لكن يبقى الأمر أن الدولي مسجل بسجلات نظامية وله أوراق ثبوتية وجواز سفر، على عكس الوطني الذي يكون له أوراق تسمى الحجة الوطنية تثبت عمره ومكان تولده".
ويبلغ أسعار الخيول الوطنية ذات الصفات الجيدة أربعة ملايين ليرة سورية، بينما يصل سعر الواحد من الخيول الدولية عشرة ملايين ليرة، بحسب مربي خيول في ريف منبج.