غياب شروط النظافة في مشفى حكومي بحلب يجبر مرضى على مغادرته قبل استكمال علاجهم

حلب – نورث برس

 

انتقد مراجعون وذوو مرضى في مدينة حلب، شمالي سوريا، وجود نفايات وأوساخ في غرف وممرات مشفى الرازي الحكومي، بالإضافة لاهتراء الأثاث الذي يصعب تنظيفه بسبب الصدأ والثقوب التي طالت معظمها وسط عدم الاهتمام بتبديله أو صيانته.

 

ويتخوف هؤلاء المراجعون ومرافقو المرضى من إصابتهم بأمراض نتيجة الوضع المتهور للمشفى حالياً، لا سيما مع ازدياد انتشار فيروس كورونا ووصول إجمالي الإصابات المسجلة بفيروس كورونا في حلب إلى /19/ حالة، بحسب وزارة الصحة السورية.

 

وقالت جنان محمد (34 عاماً)، التي زارت المشفى رفقة والدتها، إنها تفاجأت بكمية الأوساخ عندما دخلت برفقة والدتها إلى غرفة في قسم العظمية، "كانت بقايا دم ومادة اليود على الأسرة وأسطح الطاولات".

 

 وأضافت: "قمنا بتشغيل المروحة الموجودة في الغرفة، لكنها كانت تنشر الغبار والوسخ ونظراً لقدمها كنا نخشى أن تقع على رؤوسنا في أي لحظة".

 

وذكرت "محمد" أنها أخرجت والدتها، التي تعاني من مرض الربو أيضاً، من المشفى دون استكمال إجراءات التخريج من قبل الأطباء خشية ازدياد حالتها سوءاً، "فقد خرجنا من المشفى في ساعاتٍ متأخرة من الليل دون انتظار موافقة الأطباء، لأن والدتي مسنة ولا يمكن أن تتحمل أمراضاً أخرى قد تصيبها".

 

ويأتي هذا وسط اضطرار كثير من سكان حلب من ذوي الدخل المحدود للتوجه إلى المشافي الحكومية العاملة في المدينة بسبب ارتفاع أسعار المعالجة في المشافي والعيادات الخاصة، وفي ظل تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي في عموم البلاد.

 

وقال فياض البرازي (37 عاماً)، وهو من سكان مدينة حلب، إن "غرف مشفى الرازي باتت تشبه الأكواخ بسبب تراكم الأوساخ فيها دون تنظيفها"، وسط عدم صيانة أو تبديل الأثاث منذ سنوات.

 

وأضاف، لـ "نورث برس"، إنه أخرج والدته من المشفى بسبب الغرف المتسخة ببقايا دماء المرضى ومخلفات علاجاتهم، بالإضافة للأسرة القديمة المهترئة، "فمنذ عشر سنوات أرتاد إلى هذا المشفى وأرى فيه الأسرة الموجودة ذاتها منذ ذلك الحين".

 

ورأى "البرازي" أن "كل من يدخل المشفى في هذه الحالة عليه أن يحذر من احتمال إصابته بأمراض أخرى بالإضافة إلى المرض الذي يتعالج منه".

 

ويقول إنه لن يراجع المشفى مجدداً لحين قيام مديرية الصحة التابعة للحكومة السورية بحملة ترميم وتنظيف، "لكي ندخله كما كنا في السابق".

 

ويعد مشفى الرازي أكبر المشافي الحكومية في مدينة حلب ويستوعب إضافة إلى مراجعيه، مرضى آخرين كانوا يرتادون سابقاً مشافي "زاهي أزرق" و"الأطفال" و"العيون التخصصي"، وهو ما يتسبب بحالات ازدحام في أقسامه المتعددة.

 

وكانت المشافي الثلاثة قد خرجت عن الخدمة بسبب الأحداث والمعارك التي شهدتها مدينة حلب خلال الأعوام السابقة، وتم نقل خدماتها إلى مشافٍ أخرى في مناطق أكثر هدوءاً في المدينة.

 

ونفى مدير مشفى الرازي، الدكتور معن دبا، لـ "نورث برس"، وجود أي تقصير من قبل قسم النظافة في المشفى وأرجع سبب رؤية المرضى ومرافقيهم لتلك الأوساخ إلى الازدحام في المشفى، لكنه ذكر حاجة المشفى إلى أعمال ترميم.

 

وأضاف أن حالة ازدحام الدائمة في المشفى تمنع العمل على تنظيف الممرات بشكل مستمر، "والناس يظنون أن الأمر إهمال، لكن لا يوجد أي تقصير من جانب قسم النظافة".

 

وكشف "دبا" عن أن وزارة الصحة السورية خصصت للمشفى ميزانية لترميمه من جديد، "بدءاً من الغرف ووصولاً إلى المبنى الخارجي".

 

لكن الوزارة لم تبين حتى الآن حجم الميزانية وموعد بدء تنفيذ عملية الترميم، على الرغم من وعود سابقة وخطط قدمتها بهدف تطوير خدمات المشفى.

 

وذكر مدير المشفى أن العقوبات الأمريكية "تؤثر سلباً على عملية ترميم المشفى، لأن الأدوية الأساسية ومستلزمات المشفى كالأسرة والعديد من المعدات متوفرة فقط في الخارج ولا يمكننا تأمينها بسهولة".