عدادات تكاسي الأجرة في حلب تخلف معاناة للسائقين بعد موجة الغلاء
حلب – نورث برس
يعاني أصحاب سيارات الأجرة "التكاسي" بمدينة حلب من مشكلة تسعيرة العدادات القديمة، والتي كانت محددة قبل انهيار قيمة الليرة السورية أمام الدولار، رغم موجة الغلاء التي طالت كل شيء من المواد الغذائية إلى المحروقات، ولكنها نسيت عدادات "تكاسي" الأجرة.
ويلجأ سائقو سيارات الأجرة بحلب، لتشغيل العدادات، تخوفاً من المخالفة المرورية من الشرطة، وإلّا فإنّ العداد بات شكلية، لأن جميع مستلزمات السيارات ارتفعت أسعارها، ولم تعد تتناسب مع تسعيرة الأجرة السابقة.
وقال فارس حبلاس (46عاماً)، وهو سائق سيارة أجرة في مدينة حلب، لـ "نورث برس": بأن جميع الركاب يريدون الدفع على تسعيرة العدادات بدون مراعات الظروف المعيشية الصعبة التي تشهدها المدينة من غلاء الأسعار وتدني الوضع المعيشي، وعدم استقرار أسعار البضائع ليوم واحد فقط.
وأوضح "إن قمنا بالسير على تسعيرة العداد، لا نستطيع تصليح السيارة إن تعطلت، لأن إجراء صيانة بسيطة للسيارة باتت تكلف /50/ ألف ليرة، وتغيير الإطارات لا يقل عن /200/ ألف ليرة، في حين كان منذ سنتين /50/ ألف، يعني أنه من المستحيل أن نعمل بحسب العداد".
وأضاف بأنّ "جميع المحافظات رفعت أجور التاكسي، كدمشق رفعت /200/ ليرة زيادة عن تسعيرات العدادات، وفي اللاذقية أصبح أقصر توصيلة /500/ ليرة، أما مدينة حلب فلا تزال الأسعار على حالها، رغم رفعنا لطلبات عدة، لتعديل العداد، ولكن النقابة لم تحرك ساكناً".
وكانت محافظة دمشق في الثامن من أيار/ مايو الفائت، قد قررت رفع تعرفة عدادات سيارات الأجرة العاملة على البنزين، ضمن محافظة دمشق.
وقال عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل، مازن دباس، في حديث لإذاعة سورية محلية، "ستبدأ مديرية الهندسة المرورية والنقل بتوزيع ملصقات تحتوي التسعيرة الجديدة على سيارات الأجرة".
أمّا السائق جميل اسماعيل(36 عاماً)، فقال لـ "نورث برس": بإنّ العداد قديم جداّ، وأخر تعديل كان في العام 2017، ومنذ ذلك الوقت ارتفع كل شيء، باستثناء العدادات، فكيف سنسير على التسعيرات القديمة وجميع الأسعار ارتفعت أكثر من ثلاثة أضعاف منذ تعديل العدادات.
ونوّه إلى أنه بالرغم من أن أغلب سائقي سيارة الأجرة لا يسيرون على تسعيرات العدادات، إلّا أن الوضع المعيشي لا يزال صعباً، "أبسط مثال من بين مستلزمات السيارات الشحم الذي أصبح يباع الكيلو منه بـ /1500/ ليرة، كنا في السابق نحصل عليه مجاناً".
وأضاف "قدمنا عدة شكاوى وطلبات لمديرية النقل من أجل تعديل تسعيرة العدادات في سيارات الأجرة، ولكن لم نلق رداً بعد، وإذا لم يتم التعديل فقد نتوقف عن العمل".
في حين أوضح، مهند ططري (٢٩ عاماً)، وهو يعمل في إحدى الشركات الخاصة، بأنّه يعاني من مشكلة يومية مع كل سائق يركب معه حول أجرة التاكسي، فهو يذهب لعمله بسعر مختلف عن السعر الذي يعود فيه.
وأضاف "هذه المشكلة سببها تكاسل الجهات المختصة، في تحديد الأسعار وتعديلها، وعليهم وضع حل لهذه الحالة التي تسبب مشاكل يومية لمن يستقل تكاسي الأجرة، من غير المنطقي أن أدفع بحسب العداد، فكل شيء غالي، ولكن من غير المقبول أن أدفع كما يريد السائق، القضية تحتاج حل".
وقال مدير نقابة النقل البري بحلب، أحمد إبراهيم، لـ "نورث برس" بإن النقابة تدرس الأسعار مع اللجنة المصغرة بمجلس محافظة حلب ومديرية النقل، لرفع الأسعار أو وضع تعديلات في العدادات، لكي تتماشى مع ارتفاع الأسعار الذي يحصل في الأسواق.
وأكّد بأن "اللجنة لن تتأخر كثيراً، في دراسة وضع الزيادة في أسعار أجور النقل التي ستتناسب مع الركاب وسائقي "التكاسي"، وإن أقصى مدة لتعديل الأسعار، هو أسبوعين لا أكثر".