نازحو مخيمات ريف إدلب يواجهون موجة حرّ وسط غياب الدعم

إدلب – نورث برس

 

يبحث سكان مخيمات النازحين في إدلب عن أي ظلّ يقيهم حر الصيف وأشعة شمسه الحادة، في موجة الحرارة التي تضرب منطقة إدلب شمال غرب سوريا، في ظل غياب التجهيزات التي تساعد على تبريد الخيام أو تلطيف الجو فيها.

 

وقال محمد اليوسف (44 عاماً)، وهو نازح من ريف إدلب الجنوبي وأحد سكان مخيمات "باتنتة" التي تقع غربي مدينة إدلب، لـ "نورث برس": مخيمات المنطقة الوسطى في إدلب لا تلقى دعماً من المنظمات، وهناك عدد من المخيمات حتى مياه الشرب لا تحصل عليها في ظلّ موجة الحر التي تشهدها المنطقة بشكل عام وسكان المخيمات بشكل خاص.

 

وأضاف "إن الخيام التي تفصل بيننا وبين الشمس، لا تنفع في رد الحر عنا، فنستظل بالأشجار والسيارات وغيرها، في محاولة للهروب من حرارة الشمس، و لم نعد نحتاج إلى إغاثات، بقدر حاجتنا لتقديم عوازل حرارية أو تقديم ألواح طاقة شمسية مع بطاريات لتشغيل المراوح أو المكيفات".

 

وقال إداري في أحد المخيمات بمنطقة باتنتة، طلب عدم ذكر اسمه، لـ "نورث برس": بعض المنظمات أوقفت عملها ضمن أحد المخيمات بسبب موجة الحر الشديدة، وعدم قدرتها على الدخول إلى الخيم للتقييم، دون مراعاة أن في موجة الحر هذه وداخل الخيام تلك، هناك أطفال ونساء وشيوخ بعضهم يعيش هنا منذ سنوات.

 

أما محمد شردوب (38 عاماً)، النازح من ريف إدلب الشرقي، والمقيم في مخيمات منطقة معرة مصرين، فقال لـ "نورث برس": أطفال المخيم أصبحوا مثل الطيور التي يخفق قلبها بدقات متسارعة من شدة الحرارة، وليس بوسعنا تقديم شيء لهم، أكثر من أن نصب المياه فوق رؤوسهم بين الحين والآخر، لعلها تردّ عنهم القليل من الحر.

 

وقال مدير مخيم نسائم الشام مصطفى نهدو (32 عاماً)، وهو نازح من ريف إدلب الجنوبي، لـ "نورث برس": يعاني المخيم من نقص في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء، في ظل موجة الحر التي تعيشها المخيمات، لشحن البطاريات لتستطيع العائلات في المخيم فقط تشغيل المراوح الكهربائية، وغير الموجودة عند كثير من العائلات أصلاً.

 

وأضاف "درجة الحرارة داخل الخيام تصل إلى ٤٥ درجة مئوية في فترة الظهيرة، ويعاني ساكني المخيم من أوضاع معيشية صعبة تجعلهم غير قادرين على شراء لوح من الثلج والبالغ قيمته /2000/ ليرة سورية للحصول على مياه باردة، وعلى المخيمات تأمين ألواح طاقة ومراوح كهربائية، وقصدير عازل، وهي مادة عزل وتعكس الحرارة".

 

وكان مخيم الريان في بلدة "حربنوش" والذي يسكنه نازحين من مناطق ريف إدلب الشرقي والجنوبي، شهد الاثنين 6 تموز/يوليو الجاري، عشرات حالات التسمم جراء موجة الحر التي تضرب المنطقة منذ أيام، حيث أصيب /87/ مدنياً، بينهم /34/ طفل و /29/ امرأة، جراء تعرضهم لأشعة الشمس أثناء استلام وجبات مقدمة من منظمة عاملة في المنطقة، بحسب مصدر طبي من مشفى معرة مصرين.

 

كما شهد مخيم معمل اللبن الكائن في منطقة معرة مصرين يوم السبت الفائت 4 تموز/يوليو الجاري، إصابة عشرة أشخاص بالتسمم جراء تعرضهم لحرارة الشمس، بحسب مصدر من المخيم.

 

وقال الطفل، محمد اليوسف (15 عاماً)، وهو نازح من ريف حماة الشمالي ويسكن مع أهله في مخيم مريم بمنطقة باتنتة غربي مدينة إدلب، لـ "نورث برس": أشعر أننا وصلنا إلى مرحلة الموت، بسبب الأجواء الحارة التي نعيشها داخل الخيام المهترئة، وأصبحت أحلم بأن أعيش حياة طبيعية تحت سقف منزل وليس تحت شادر مصنوع من القماش.

 

وأضاف "اعتدنا أن نطالب المعنيين بأمور النازحين بتقديم المعونات الغذائية والخبز، أمّا فلا نريد سوا ما يرد عنا لهيب الشمس ويحمينا من المرض الذي لا نكاد نتعافى منه لا صيفاً ولا شتاءً".

 

وأوضح محمد أبو شادي (40 عاما)، ونازح من ريف حمص الشمالي، وأحد سكان مخيم حيزان الواقع في بلدة حربنوش شمالي إدلب، لـ "نورث برس" أنه على المنظمات والجمعيات تقديم عوازل حرارية للخيام، فالحرارة لا تحتمل، وهي كفيلة بإخلاء المخيم من ساكنيه فترة الظهيرة لأن الخيام تصبح أشبه ببيوت بلاستكية تحبس الحرارة بداخلها.

 

وتابع أنه مع ارتفاع درجات الحرارة بدأت الحشرات بالانتشار، ويجب رش المبيدات لإبعادها عن الخيام وساكنيها، ونقص المياه في مخيمنا تجعلنا نعاني ارتفاع الحرارة، كما تجعل محيطنا بيئة مناسبة للحشرات بسبب قلة النظافة.