"لمواجهة ظروف المعيشة".. "العوائل" مركز مجاني لتدريب النساء مهنياً وتنمية مواهب الأطفال في القامشلي

القامشلي – ريم شمعون – نورث برس

 

ترتاد وردة حنا، البالغة من العمر(36 عاماً) من سكان القامشلي، مركز "العوائل"، من أجل اكتساب مهنة تستطيع من خلالها إعالة ابنتيها التوأم ذاتي التسعة أعوام، بعد أن تركهم زوجها بعد ولادتهما.

 

ويعتبر مركز "العوائل" أحد المشاريع الإنسانية لمنظمة الصليب السرياني، التي تقدم الدعم والتدريب المجاني للأطفال والنساء، وبشكل خاص للأرامل والمطلقات ممن يعانين من مشكلات عائلية أو ظروف معيشية صعبة، وفق إدارته.

 

وتقول وردة حنا لـ"نورث برس" إنها ترتاد المركز منذ تسعة أشهر لتعلم الإسعافات الأولية، وذلك من أجل متابعة وضع ابنتها الصحي، "بعد انفصال زوجي عني، تركني أنا وابنتَيَّ، لاكتشفت أن إحداهما مصابة بسرطان الكلية".

 

وتضيف  "بقيت أعالجها قرابة السنتين بعد استئصال كليتها اليمنى، وكنت مضطرة لتعلم الإسعافات الأولية من سحب الدم إلى إعطاء الحقن إلى فتح الوريد وقياس الضغط، وذلك لمتابعة وضعها الصحي في المنزل".

 

وما أن انتهت السيدة من تعلم أساسيات التمريض والإسعافات الأولية، بدأت بتعلم الخياطة على يد مدربات المركز بهدف التمكن من خياطة الألبسة والفساتين لابنتيها، بسبب الأسعار المرتفعة في السوق، وحتى تتعلم مهنة تستطيع أن تكسب منها دخلاً مادياً يساعدها على مواجهة متطلبات الحياة اليومية، وفق قولها.

 

 ويستهدف مركز "العوائل" أيضا الأطفال من عمر الرابعة حتى السادس عشرة، حيث يتم تنمية قدراتهم ومواهبهم من خلال تدريبهم على عدة مهارات، وغالباً ما يكون الاهتمام منصباً على الأطفال اليتامى، ومن يعانون من مشاكل عائلية أو يواجهون ظروفا معيشية صعبة، بحسب إدارة المركز.

 

ويرتاد أندريه ويليام، البالغ من العمر (16 عاماً) المركز منذ ثمانية أشهر، من أجل التدريب على الرسم والحاسوب وتعلم الموسيقا، لكنه اختار أن يهتم بشكل أكبر بالموسيقى والعزف على آلة الغيتار.

 

ويعمل "أندريه" مع أخيه الأصغر، في محل لبيع وتنسيق الورود من أجل مساعدة والدتهم على تأمين لقمة معيشتهم، بعد أن سافر والدهم إلى خارج  البلاد وتركهم منذ /10/ أعوام.

 

ويقول "أندريه" إن الوضع المادي لم يسمح له بالتسجيل بدورات خاصة رغم حبه للموسيقا والعزف، لذا كان مركز العوائل السبيل الوحيد إلى تحقيق حلمه وتعلم الموسيقا والعزف.

 

"قدم المركز لنا الكثير من الأمور حيث تعلمت الموسيقا وعزف الأغاني، وكنت أحب كثيراً آلة الغيتار واستطعت مع المدربين في المركز تعلم العزف عليها وتحسنت كثيراً منذ بداية مجيئي للمركز".

 

وتقول كريستابيل عسال مديرة مركز "العوائل" إن المركز هو "بمثابة متنفس للعوائل والأطفال، حيث يعمل على اكتشاف مواهب الأطفال ودعم المرأة نفسياً وعملياً لتخوض مجالات الحياة".

 

ويرتاد المركز حالياً نحو ثلاثين طفلاً من مختلف الأعمار والمكونات، وما يزيد عن خمس عشرة امرأة، لكنه يركز على حالات الأرامل والمطلقات، بحسب "عسال".

 

"نستهدف الأطفال من عمر الرابعة للسادسة عشر، والنساء اللواتي يعانين من مشاكل عائلية وفقدن معيلهن".

 

ويضم المركز مدربين متخصصين في مجال الحاسوب، الرسم، الموسيقا، الخياطة والتمريض، إلى جانب مدربين متخصصين بأمور الدعم النفسي والتوعية لتقديم جلسات أسبوعية للأطفال والنساء، بحسب إدارته.

 

وتشير "عسال" إلى أن "المركز يعمل على إعداد وتأهيل النساء لتكن معيلات لأنفسهن ولأطفالهن من خلال ورشات التدريب والدعم النفسي".

 

ويعود تأسيس مركز "العوائل" إلى شهر أيلول/سبتمبر من العام 2019، وهو أحد مشاريع منظمة الصليب السرياني، التي تعرف نفسها كمنظمة إنسانية تطوعية تعمل وفق مبادئ الصليب الأحمر الدولي، كانت قد تأسست عام 2013 في مدينة ديرك وأصبح لها فروع في القامشلي والحسكة.