سد الحسكة الجنوبي.. مصدر كسب لصيادين وإقبال من السكان لشراء الأسماك الطازجة

الشدادي – جيندار عبدالقادر – نورث برس

 

يتجمع مئات الصيادين قرب سد الخابور أو ما يعرف بـ"سد الحسكة الجنوبي"، شمال شرقي سوريا، هذه الأيام، لصيد الأسماك وبيعها على الطريق المحاذي للسد، حيث يفضل السكان شراءها طازجة هناك بدل محلات المدينة التي  تقدمها محفوظة في الثلاجات.

 

ويعتبر سد الحسكة الجنوبي من أهم السدود التي تساهم في تنظيم حركة نهر الخابور وحفظ مياهه لري الأراضي الزراعية وسقاية المواشي وتزويد المناطق السكانية بالمياه إضافة إلى مصدر كسب لصيادي السمك.

 

وقال عيسى المحمود (33 عاماً)، وهو صياد من قرية الكرامة قرب سد الخابور، لـ"نورث برس"، إنه يعتمد على الصيد في معيشته ولا يملك أي مصدر دخل آخر، "فلا أرض زراعية ولا ماشية، لذلك امتهنت الصيد لتأمين قوت عائلتي".

 

وأضاف: "نصطاد في اليوم حوالي /25/ سمكة ونقوم بعرضها على هذا الطريق، نبقى لساعات طويلة على هذا الطريق لبيعها، هناك إقبال من السكان، ونجني نحو /5000/ ليرة سورية يومياً".

 

 ويُبقي الصيادون الشباك في المياه لمدة /24/ ساعة، ومن ثم يقومون بإخراج الأسماك التي علقت بالشباك لبيعها على الطريق الواصل بين الحسكة ودير الزور، بحسب صيادين.

 

من جانبه، قال سعيد إبراهيم 55) عاماً)، وهو بائع خضار يتنقل بين مدينة الحسكة والمدن والبلدات والقرى التابعة لها: " كل أسبوع نأتي مرتين إلى سوق قرية الحدادية، ونسير دائماً على هذا الطريق حيث يتواجد الصيادون ويصطادون الأسماك هنا من السد لبيعها على الطريق العام".

 

وأضاف: " أقوم بشراء الأسماك من هنا عدة مرات في الشهر، أسعارها هنا غالية بعض الشيء ولكنها أفضل من الموجودة في المدينة، فهي طازجة وذات نوعية جيدة قرب السد، في حين تبقى في البراد في المدينة لعدة أيام أحياناً".

 

ويباع الكيلوغرام الواحد من السمك المحفوظ في الثلاجات أو بين كميات من الثلج في سوق مدينة الحسكة بـ/4000/ ليرة سورية، بينما يبلغ ثمن كيلو السمك الطازج على طريق السد /5000/ ليرة سورية ولبعض الأنواع /6000/ ليرة سورية.

 

لكن بعض السكان يعتبرون تلك الأسعار "جيدة لدى مقارنتها بثمن كيلو اللحم الذي يباع بـ /11000/ ليرة سورية" في أسواق الحسكة ومدن الجزيرة الأخرى.

 

وقال عبدالرزاق الواوي (28 عاماً)، وهو من سكان ريف الحسكة، إنه يعتمد على الصيد الذي لا يحتاج لرأس مال كبير كعمل ومصدر لإعالة أسرته، لأنه لا يعرف مهنة أخرى، "ولأن كل ما يحتاجه هو شبكة صيد وقارب صغير فقط"، على حد قوله.

 

ويضيف أن هناك إقبالاً من المارة على الطريق المحاذي للسد على شراء السمك، "بينما يتوافد بعض السكان إلى السد لشراء السمك الطازج بشكل خاص".

 

ويعتبر الطريق الذي يصل الحسكة بدير الزور، شرقي سوريا، ويمر بقرية "سبعة وأربعين" من أهم الطرق في الوقت الحالي، وخاصة بعد خروج الطريق الدولي M4 عن الخدمة بشكل شبه كامل، وبالتالي بات يربط المنطقة بمدينة الرقة والبلدات التابعة لها أيضاً.

 

وكان منسوب مياه السد قد ارتفع، خلال العامين الماضيين، حيث وصل بداية العام الجاري الى نحو /535/ مليون متر مكعب بعد هطولات مطرية غزيرة، بحسب مديرية الموارد المائية التابعة للحكومة السورية في الحسكة.