مخلفات الحرب بريف حلب الشمالي تهدد السكان رغم توقف المعارك
حلب – نورث برس
يتخوف سكان في بلدات تحت سيطرة الحكومة السورية في ريف حلب الشمالي، من مخاطر الألغام التي خلفتها الفصائل المعارضة المسلحة العاملة في المنطقة، ما يعرقل عودة سكان كانوا قد نزحوا عن منازلهم.
وقال عبدو البيج (62 عاماً)، وهو من وجهاء بلدة حيان في ريف حلب الشمالي، لـ "نورث برس"، "إن بقاء هذه الألغام في الأراضي الزراعية في أطراف البلدة التي كانت سابقاً خط تماس، يعيق عودة الحياة إلى بلدة حيان، لا سيما بعد فقدان مزارع لحياته في حزيران/ يونيو الفائت أثناء عمله في أرضه الزراعية".
وأضاف "البيج" أن مسؤولية حل هذه المشكلة التي تهدد حياة السكان يقع على عاتق الحكومة السورية ولجانها الأمنية، بعد استعادة سيطرتها على المنطقة مطلع العام الجاري.
وقال عبد الحي حمشو، وهو موظف حكومي متقاعد من بلدة حيان، لـ "نورث برس": "بعد سيطرة القوات الحكومية على بلدة حيان، قررت العودة للعيش في منزلي وإعادة تأهيله، ولم يمضِ على عودتي سوى أسبوع، حتى وجدت في فناء المنزل قذائف هاون لم تنفجر بعد، بالإضافة لذخيرة وقنابل يدوية".
ورغم إزالة تلك الأسلحة والمخلفات من قبل الأجهزة الأمنية الحكومية، لا يزال "حمشو" يخشى من وجود ألغام أو ربما أسلحة قابلة للتفجر تحت الأرض أو بالقرب من منزله.
ولم تقتصر مخاطر الألغام وبقايا القذائف على البيوت السكنية وإنّما شملت المعامل والمنشآت الصناعية، فالكثير من أصحاب هذه المنشآت لم يتمكنوا حتى الآن من دخول منشأتهم خوفاً من أي انفجار قد يحصل.
وقال عبد القادر لطفي نحاس (57 عاماً)، وصاحب منشأة صناعية لصباغة الخيط في أطراف بلدة كفر حمرة، لـ "نورث برس"، إن معمله كان مقراً لمقاتلي فصائل المعارضة، وإنه سمع عن زرع ألغام وعبوات داخل المعمل وفي فنائه أثناء انسحابهم من المنطقة.
وأضاف: "بالرغم من دخول فرق هندسية تابعة للحكومة إلى المعمل وتفكيك الألغام، إلّا أنني لا أدري ما مدى خطورة الوضع، فالفرق الهندسية لا تمتلك خرائط ألغام"، على حد قوله.
ويشتكي سكان من بلدة حيان، شمال حلب، من بطء عمليات تفكيك الألغام التي تجريها الفرق الهندسية والأجهزة الأمنية الحكومية، رغم الطلبات المتكررة التي تقدموا بها.
وقال أبو علي حداد (اسم مستعار)، وهو أحد المسؤولين عن فرق نزع الألغام في قوات الحكومة السورية بريف حلب الشمالي، لـ "نورث برس"، إن المشكلة تكمن في عدم امتلاك خرائط لهذه الألغام، "بل نعتمد على المشاهدة والمعلومات الأمنية واستخدام أجهزة كشف الألغام".
وأضاف: "بعض الألغام متطورة ولا تكشف بسهولة، لذلك نعمل بحذر بالتعاون مع السكان، فقد فككنا مئات الألغام، معظمها كان صناعة تركية".