بعد توقفها ثلاثة أشهر.. أطفال وشباب يستأنفون دوراتهم الفنية في المركز الثقافي بكوباني

كوباني- فتاح عيسى – نورث برس

 

في مرسم صغير داخل إحدى قاعات مركز "باقي خدو" للثقافة والفن في مدينة كوباني، شمالي سوريا، تقوم الطفلة آريان أصلان (15 عاماً) باستكمال لوحتها التي بدأتها منذ عدة أيام، إلى جانب أكثر من عشرة شابات وشباب يتدربون بإشراف مدرسين يعلمونهم مبادئ الرسم بطرق أكاديمية.

 

وكان مركز "باقي خدو" للثقافة والفن قد استأنف دوراته التدريبية للأطفال والشباب قبل أسبوعين وذلك بعد ثلاثة أشهر من توقفها بسبب فرض حظر التجول في المنطقة للوقاية من مخاطر تفشي كورونا.

 

وقالت " أصلان" إنها تأتي إلى مركز "باقي خدو" من أجل تطوير موهبتها في فن الرسم، "بدأت بالتدرب قبل نحو عام، لكن بسبب الإجراءات الوقائية لفيروس كورونا توقفت الدورات لثلاثة أشهر، حيث بدأت أتمرن على موهبتي داخل المنزل".

 

ورأت أصلان أن التدريب في المركز الثقافي هو أفضل بكثير لها من بقائها في المنزل الذي أدى إلى تراجع مستواها، "لأن هناك مدرس يشرف على تطوير موهبتي، ويعلمني الخطوط ورسم الأجسام والمنازل والطبيعة".

 

وتشمل الدورات المتاحة في مركز "باقي خدو" للثقافة والفن في كوباني الرسم، والموسيقى والعزف على الآلات الموسيقية، والدبكة الشعبية، والمسرح، والغناء.

 

وتبدأ دورات الرسم في مركز "باقي خدو" بتدريب الأطفال على الرسم بقلم الرصاص والفحم، لكن "سنبدأ الرسم بالألوان بعد ثلاث سنوات وذلك بعد أن تتطور موهبتنا"، حسبما تقول الطفلة أصلان.

 

وفي قاعة أخرى داخل المركز الثقافي يجتمع مجموعة من الأطفال ويرددون بصوت عال قراءة السلم والعلامات الموسيقية، حيث تشرف المسؤولة عن قسم الموسيقا في المركز على تعليمهم وتدريبهم على مبادئ الموسيقا.

 

 وقالت سلافا حوران (20 عاماً)، وهي مدرسة موسيقا في مركز "باقي خدو"، إنه تم افتتاح دورات جديدة للمبتدئين، بالإضافة لاستئناف دورة موسيقية أخرى كانت قد توقفت بسبب وباء "كورونا" المستجد.

 

وأشارت مدرسة الموسيقا في مركز "باقي خدو" إلى أنه يتم تعليم الأطفال المبتدئين النوتة الموسيقية، "وبعد ثلاثة أشهر يمكنهم البدء بالدروس العملية حسب الآلة الموسيقية التي يختارونها كالبزق وكمان وغيرها من الآلات الموسيقية".

 

 

ويبلغ عدد الأطفال في الدورات الموسيقية الجديدة، نحو /30/ طفلاً وشاباً، "منها دورة للأطفال الصغار، وأخرى لليافعين حيث يتم تدريس الطلاب بإشراف الفنان حسين خاني.

 

ويخصص قسم الدورات الموسيقية يومي الجمعة والسبت لتدريب وتعليم الأطفال والشباب، بمعدل ساعة يومياً، ويتم تقسيمهم لمجموعتين بحسب أعمارهم، مجموعة تضم الأطفال من أعمار /11/ حتى /16/ عاماً، ومجموعة تضم الشباب اليافعين من سن /17/ حتى /23/ عاماً.

 

وقال عثمان بكي، الرئيس المشارك لمركز "باقي خدو" للثقافة والفن، إنه تم افتتاح دورات جديدة مثل دورات المسرح وصولفيج الصوت والدبكة الشعبية، إلى جانب الدورات السابقة، حيث "يشرف على تعليم الأطفال مختصون أكاديميون".

 

وبلغ عدد الأطفال الذين باشروا باتباع الدورات الجديدة خلال شهر تموز/ يوليو الحالي نحو /54/ طفلاً،  فيما يبلغ عدد الأطفال الذين يتابعون الدورات بجميع فروعها واختصاصاتها في المركز الثقافي أكثر من /100/ طفل، بحسب إدارة المركز.

 

ويضيف بكي أنه يتم تدريب الأطفال مرتين أو ثلاث مرات أسبوعياً بحسب أقسامهم، "ولكن بشكل عام يتم تخفيض عدد الدروس أثناء بدء دوام المدارس، بينما يتم استقبال أعداد كبيرة من الأطفال في هذه الدورات خلال فصل الصيف".

 

كما يقوم مركز "باقي خدو" بتأمين كافة مستلزمات الدورات التعليمية للأطفال بشكل مجاني، بحسب إدارة المركز.

 

وكانت الدورات التعليمية للأطفال في مركز "باقي خدو" للثقافة والفن في مدينة كوباني، قد توقفت أواخر العام الماضي لنحو شهرين أثناء العملية العسكرية التركية ضد منطقتي سري كانيه وتل أبيض والتهديدات المباشرة بشن عملية عسكرية ضد كوباني في تشرين الأول/ أكتوبر 2019.