العمال في ريف إدلب الشمالي أكثر تعرضاً لاستغلال أرباب العمل وباعة الأسواق

إدلب – نورث برس

 

قال عمال في ريف إدلب الشمالي، شمال غربي سوريا، إنهم يتعرضون مؤخراً لاستغلال أرباب عملهم الذين يرفضون رفع أجورهم المدفوعة بالليرة السورية، بينما يتم ضخ الليرة التركية لأسواق المحافظة لتباع البضائع والمواد الأساسية والمحروقات بها.

 

ويخرج صدام الحميد (25 عاماً)، يومياً عند الساعة الرابعة فجراً من خيمته في مخيمات قاح شمالي إدلب، إلى العمل في إحدى الورش التي تعمل في الأراضي الزراعية بريف حلب الغربي، بأجور "زهيدة جداً".

 

وقال إنه يقبض /1,200"/ ليرة سورية فقط (أقل من نصف دولار) أجر ست ساعات عمل يومياً، وهو ما لا يكفي لشراء ربطة الخبز، أو بعض الطعام للعائلة".

 

وأضاف "الحميد" أن رب العمل رفض  رفع أجره حين طالبه، وأظهر عدم اكتراث حيال "رفع الباعة أسعار المواد وفقاً لسعر صرف الليرة التركية مقابل السورية".

 

وارتفعت أسعار المواد الأساسية  ولا سيما الغذائية بشكل كبير بعد انخفاض قيمة الليرة السورية أمام سعر صرف الدولار الأمريكي مؤخراً.

 

وتصدرت سوريا قائمة الدول الأكثر فقراً بالعالم، بنسبة بلغت 82,5 %، بحسب بيانات موقع “World By Map” العالمي، الصادرة في شباط / فبراير الفائت، والتي جاءت متوافقة مع تقرير الأمم المتحدة لعام 2019والذي قدر نسبة السوريين تحت خط الفقر بـ 83 % ، وأن 33 % من السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي، و/11,7/ مليون سوري بحاجة شكل من أشكال المساعدات الإنسانية المختلفة، كالغذاء والمياه والمأوى والصحة والتعليم.

 

وقال ملحم بركات (41 عاماً)، وهو نازح من شمال حماة يعمل في إحدى مكابس البلوك بمخيمات قاح شمال إدلب، إن أجره اليومي لا يتجاوز أربعة آلاف ليرة سورية (أقل من دولارين)، ما يجعله "في حيرة حول كيفية تدبر الأمور".

 

وأضاف: "وضعنا يزداد سوءاً بعد انهيار الليرة السورية، إذ أن ارتفاع الأسعار لم يعد يتناسب نهائياً مع دخلنا في إدلب، لا سيما نحن أصحاب اليد العاملة الذين لا نزال نتقاضى أجورنا بالليرة السورية".

 

وحمّل "بركات" "حكومة الإنقاذ" التابعة لـ "هيئة تحرير الشام"، التي تسيطر على المنطقة، مسؤولية عدم اتخاذها حتى الآن لأي إجراءات جدية ومؤثرة في الوضع الاقتصادي المتردي.

 

وتضم مخيمات الشمال السوري على الشريط الحدودي مع تركيا عشرات المخيمات لنازحي حماة وإدلب وحلب وغيرها، وتتوزع في الجبال والوديان القريبة من قرى وبلدات قاح وأطمة ودير حسان وكفر لوسين وصلوة والدانا وعقربات، ويقدر عدد النازحين في هذه المنطقة بأكثر من مليون شخص، بحسب فريق منسقو الاستجابة.

 

ولجات "حكومة الإنقاذ" في مخيمات ومدن وبلدات تخضع لسيطرتها إلى استخدام العملة التركية بدل الليرة السورية، وقد أصدرت عدة تعاميم، خلال الشهر الفائت، حددت فيها أسعار المواد والمحروقات بالليرة التركية إلى جانب أن البضائع التي تدخل من تركيا لإدلب تحسب جميعها بالليرة التركية.

 

وقال ناجي المحمود (28 عاماً)، وهو نازح من جنوب إدلب وناشط في المجال الإنساني، إن قلة فرص العمل، "تدفع النازحين للعمل بأدنى الأجور في سبيل تأمين قوت يومهم، وهذا ما يستغله أرباب الأعمال".

 

وأضاف "المحمود"  أن "غياب الرقابة وعدم متابعة الأشخاص الذين يقومون باستغلال المحتاجين للعمل زاد من هذه الظاهرة".

 

ولفت إلى أن العامل لا يستطيع المطالبة بزيادة الأجور لأن رد صاحب العمل يكون جاهزاً، "ما بدك تشتغل براحتك، في ألف واحد بيتمنى يكون مكانك "، وفق تعبير "المحمود".