بعد أن بات المنزل حلماً وتضاعفت أعباء المعيشة.. شبان سوريون يتخلون عن فكرة الزواج
دمشق – نورث برس
يستبعد الكثير من الشبان، ممن يسكنون العاصمة دمشق، فكرة الزواج في الوقت الحالي، خاصة بعد أن غدا امتلاك منزل حلماً للكثيرين، كما بات الحصول عن فرصة عمل بهدف مواجهة مصاعب الحياة أمل معظم طلبة الجامعات لتأمين مصاريفهم اليومية، وسط تراجع الآمال بإمكانية الوصول لمستقبل معيشي أفضل.
وقال يامن درويش، وهو طالب في كلية الحقوق، ويعمل لدى مخبر أسنان، إنه يعمل في مجال غير متعلق بدراسته، ذلك أن الظروف المعيشية الصعبة تدفعه إلى تأمين مصاريفه الشخصية وتغطية نفقات الجامعة، وهو ما يساهم في تخفيف الأعباء عن ذويه قليلاً.
وأضاف: "لقد اشتريت دراجة هوائية للتخفيف من أسعار المواصلات المرتفعة ولسلاسة الحركة بعد أن باتت الشوارع مكتظة بالسيارات".
ولا يفكر الشاب بالزواج والاستقرار حالياً، لأن ذلك يتطلب شراء منزل أو استئجاره، ويشير إلى أن جميع أصدقاءه كحاله غير قادرين على الإقبال على الزواج في ظل الظروف الحالية.
ويعتقد الشاب أن لا إمكانية لدى معظم الشبان من أبناء جيله للإقدام على الزواج، ما لم يحصلوا على مساعدة من أهلهم على غرار ما كان يحدث في كثير من الحالات قبل سنوات الحرب.
"قبل الأزمة كان الوضع أفضل، الأب كان يساعد ابنه في شراء منزل أو إعطائه قطعة أرض، أما اليوم فالوضع مختلف تماماً والظروف المعيشية صعبة للغاية، فسعر البراد يفوق المليون ليرة وكذلك الغسالة، وحتى آجار بيت يفوق الـ /100/ ألف شهرياً حتى لو كان عبارة عن غرفتين لا تصلحان للسكن".
واعتبر يوسف داؤود، من سكان دمشق، وهو عازب في الأربعين من عمره، أن السنوات الماضية أعادته إلى الوراء، حيث لم يستطع تحصيل أي شيء من حلمه بشراء غرفة وصالون في دمشق أو ريفها، وقد بات ذلك مستحيلاً الآن نتيجة ارتفاع الأسعار وتوقف حركة العمل.
وقال بحسرة: "حتى المساكن الشعبية باتت حلماً ولا يوجد هناك عمل يدر ما يكفي لتغطية المصاريف".
وكانت سوريا قد حلت، خلال حزيران/ يونيو الفائت، في الترتيب الثاني على قائمة الدول الأكثر بطالة بنسبة تصل إلى 50% بعد بوركينا فاسو، وذلك وفق مواقع متخصصة لاستعراض بيانات إحصائية حول سكان العالم.
ويرى عبد الغني محمد، وهو طالب هندسة، أن "المنزل أصبح حلماً لدى الشباب، حتى أن الزواج بات يحتاج إلى دعم كبير من الأهل، لأن العمل لا يمكنه أن يكفي في ظل هكذا استحقاقات حياتيه، ومن يعمل بالكاد يستطيع تغطية نفقاته الدراسية".
وقال صاحب مكتب عقاري بدمشق، طلب عدم ذكر اسمه، إن "هناك في دمشق أكثر من /300/ ألف شقة سكنية خالية، بعضها لا تزال قيد الإنشاء، كما أن معظم الناس توجهوا خلال الأزمة إلى المناطق الآمنة، ما أدى لارتفاع الأسعار بشكل جنوني، حتى أن هناك عقارات تباع بأضعاف سعرها الحقيقي".