فقدان وغلاء المبيدات يهدد المنتجات الزراعية في السويداء وسط غياب الخطط الحكومية

السويداء – نورث برس

تزداد أزمة فقدان وغلاء المبيدات الحشرية والأدوية الزراعية في السويداء، جنوبي البلاد، ليصبح هم المزارعين الرئيسي هذه الأيام تأمين المبيدات ذات الجودة العالية رغم ارتفاع أسعارها، وذلك بعد انتشار أصناف ضعيفة الفعالية من الأدوية والمبيدات في الصيدليات الزراعية.

وقال نواف كرباج، وهو مهندس زراعي، لـ "نورث برس"، إنّ أسعار المبيدات بكافة أنواعها (الحشرية والفطرية والجهازية) والأسمدة، قد ارتفعت بما يعادل أربعة أضعافها عن العام الماضي.

وأضاف المهندس، الذي يملك صيدلية زراعية في مركز مدينة السويداء، أن "المزارعين يعتمدون حالياً على المبيدات منخفضة الجودة إن وجدت".

وقال مأمون البني (66 عاماً)، وهو مزارع يملك عشرين دونماً من التفاح في ظهر الجبل بالسويداء، إن دودة الثمار أصابت محاصيل التفاح بشكل واسع في أرضه، "لم أستطع الوقاية من الدودة نتيجة فقدان صنف الدواء الزراعي الأجنبي الذي كنت معتاداً على استخدامه، ولارتفاع أسعار أصناف أخرى غير مضمونة".

وأضاف: "في النهاية استخدمت مبيدات مهرّبة بسعر منخفض، إلا أنها لم تُجدِ نفعاً لتدني فعاليتها".

ورأى "البني" أن من واجب الحكومة السورية أن تدعم شراء الأدوية وتوفّره في الأسواق بأسعار مناسبة، "فتكلفة الرشة الواحدة لكل /20/ دونماً من التفاح، تبلغ قرابة مئتي ألف ليرة سورية، أي ما يعادل /90/ دولاراً، وهذا لا طاقة لنا به".

وقال كمال العيسمي، وهو خبير زراعي، لـ "نورث برس": "إن لم تجد الحكومة السورية خطة إسعافية سريعة لدعم مستلزمات الإنتاج والأدوية الزراعية، سيعزف المزارع عن حقله، وتتبدد المنتجات الزراعية في ظل اقتصاد لم يبق له سوى الزراعة التي تعتبر قاطرة النمو الأساسية".

من جانبه، قال نقيب المهندسين الزراعين بالسويداء، هايل مزهر، لـ "نورث برس"، إنهم طالبوا بالتعاون مع مديرية زراعة السويداء، الحكومة السورية، بتوفير الأدوية الزراعية والمبيدات الحشرية، والمازوت لآلات الرش، وفتح باب الاستيراد للمبيدات الحشرية من "الدول الصديقة" لبيعها في الأسواق بأسعار معقولة.

وأضاف: "نحو عشر صيدليات ومخازن أدوية أغلقت أبوبها في محافظة السويداء، نتيجة فقدان الأدوية الزراعية الفعالة، وارتفاع الأسعار المفرط للأصناف المتوفرة، وبالتالي ضياع جزء كبير من محاصيلهم نتيجة الأمراض الحشرية والفطرية".