زراعة الزعتر البري لأول مرة بريف حلب الشرقي

حلب – نورث برس

 

عمد مزارعون في ريف حلب الشرقي، شمالي سوريا، هذا العام لزراعة الزعتر البري لأول مرة، وسط اتهامات لمديرية الزراعة في حلب بـ"عدم الالتفات" لمبادرة المزارعين، وذلك بعد أن كان الزعتر البري يُجمع ويُقطف من ضفاف الأنهار والمناطق الجبلية.

 

ويُعرف الزعتر البري، اسمه العلمي /Thymus capitatus/ ، بأنّه شُجيرة يتراوح ارتفاعها من /15/ إلى /20/ سم، وتكون جذور نبتته مُتفرعة وأوراقها صغيرة، وهو نباتٌ عطريٌّ يحمل العديد من الفوائد وموطنه الأصلي هو البحر الأبيض المتوسط.

 

وقال خلف حنوش (49 عاماً)، وهو مزارع من سكان بلدة دير حافر، لـ "نورث برس"، إن زراعة الزعتر البري في المنطقة هي محاولة لإيجاد محصول جديد لزراعته، "قمنا حالياً بتجربة جديدة، ورغم أن المزارعين لم يتمكنوا إلى الآن تحديد التربة الملائمة لزراعة الزعتر البري، إلا أنها قد تصبح شائعة في المنطقة".

 

وأضاف أنّ "الزعتر البري يحتاج لعناية كثيرة لأنّ نسبة الأضرار قد تكون كبيرة جداً إن لم ينمُ النبات بشكل جيد، ما يتسبب في بعض الأحيان بجفاف النبتة، ويحتاج أيضاً إلى تعريض النباتات للشمس عن طريق بيوت خاصة للتجفيف".

 

ورغم أن مدينة حلب تعد من أشهر المحافظات في سوريا بالزعتر الحلبي، إلا أنها لم تشهد زراعة الزعتر البري سابقاً، فقد اعتاد السكان سابقاً الحصول على حاجتهم منه من أطراف الأراضي الزراعية وبالقرب من الأنهار الجارية التي تغذي الأراضي الزراعية بمناطق ريف حلب الشمالي والشرقي.

 

كما كان قطف الزعتر البري الأخضر وغيره من الأعشاب الطبيعية التي تنمو بشكلٍ تلقائي في المناطق الجبلية وبالقرب من الأودية، مصدر رزقٍ لعدد من العائلات في أرياف حلب، وذلك لاستخدامها في صناعة الأدوية ودخولها في مكونات إعداد بعض المأكولات والمشروبات الشعبية المحليّة.

 

وقال فاضل كدعان 52) عاماً)، وهو مزارع من سكان بلدة مسكنة بريف حلب الشرقي، إنه كان يحصل على "مردود جيد" من بيع الزعتر البري الذي كان يجمعه من جانب الأنهار أو الأراضي التي لم تحصد، وبالأخص في فترة الربيع، "كنت أبيع الكيلوغرام الواحد من الزعتر الأخضر بـأربعة آلاف ليرة، أمّا اليابس فيصل سعره إلى ثمانية آلاف ليرة سورية".

 

وأضاف: "منذ ذلك الوقت قررت زراعة الزعتر البري، من أجل كسب مرابح جيدة وتطوير طرق زراعته، رغم أنّ مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي في حلب لم تمنحنا السماد اللازم لتغذية التربة وتسريع نمو النباتات".

 

وقال رئيس إرشادية مسكنة، المهندس زياد حوران، إن الزعتر البري لم يدخل في الخطط الزراعية الحكومية، "ولم تعتد مديرية الزراعة على زراعة الزعتر البري بشكل منظم، ولم يدخل الزعتر البري ضمن المحاصيل الاستراتيجية كالقمح والقطن والبقوليات لخزينة الدولة، بسبب عدم تصدير المادة لخارج سوريا، لأنّ الطلب يتركز فقط في الأسواق الداخلية".

 

وأضاف أنّ "جميع الأراضي التي تزرع هذه السنة بالزعتر البري هي بدون رخصة، لأنّ المديرية لم تمنح تراخيص بزراعته لأي من المزارعين، لذا لا يقع على عاتقها منح السماد".

 

 وقال "حوران" إن مديرية الزراعة لا تدعم هذا المحصول، "فالتربة في المنطقة غير مؤهلة حتّى الآن للزراعة بشكل عام، بسبب المواد المتفجرة التي خلفتها الحرب والاشتباكات التي دارت في المنطقة".