شح مياه الشرب في السويداء يتسبب بمعاناة لسكان أحياء وقرى خلال الصيف
السويداء – نورث برس
يعاني سكان السويداء، جنوبي سوريا، من انقطاعات متكررة لمياه الشرب وبالأخص في أحياء المدينة وريفها الشمالي الشرقي الذي يضم مدينتي شهبا وصلخد وقراهما، بينما يعيد القائمون على مؤسستي المياه والموارد المائية الأسباب إلى ازدياد السكان وأعطال الكهرباء وأضرار الحرب.
وقال محمد الحسين (60 عاماً)، وهو من أبناء بلدة طربا في ريف السويداء الشمالي، إنهم يعانون من انقطاع في شبكة المياه منذ نحو /50/ يوماً، "واضطررنا لتأمين لشراء صهاريج المياه من أحد أصحاب الآبار الخاصة بأسعار بلغت /25/ ألف ليرة سورية ثمن النقلة الواحدة والتي لا تكف حاجتنا لأسبوع واحد".
وأضاف أنهم تقدموا بشكوى إلى محافظ السويداء الذي وعدهم بتأمين صهاريج مجانية تتبع مدينة، ريثما يتم معالجة الخلل في الشبكة، "لكننا لم نلمس أي مساعدة تذكر حتى الآن".
كما قال عمار الحسن (45 عاماً)، وهو من سكان حي الجلاء في مدينة السويداء، إنه ليس متفائلاً بخصوص مياه الشرب في أشهر الصيف القادمة، وذلك لأنه المياه انقطعت منذ بداية الفصل.
وأضاف: "كانت الأمطار هذا العام مبشرة بالخير وامتلأت السدود والآبار بالماء وارتوت الأرض، فهل يعقل بعدها أن تنقطع مياه الشرب عن بيوتنا ونعاني كل هذه المعاناة".
ويشتكي "حسن" من أن إمكاناته المادية لا تسمح له بتحمل التكلفة الباهظة لشراء المياه من الصهاريج الخاصة.
من جهته، قال مدير مؤسسة المياه، وائل الأشقر، إن الانقطاع ليس تاماً، بل هو شح في المياه، وأن الانقطاع في بعض المناطق "يعود إلى انقطاع التيار الكهربائي وأعمال صيانة في الآبار المغذية لجزء من أحياء المدينة أو بهدف ربط آبار جديدة"، على حد قوله.
وأضاف أن ضعف التيار الكهربائي المغذي لثلاثة آبار في الريف الشرقي والشمالي الشرقي للمحافظة تسبب بانقطاع المياه عن /15/ قرية، "وقامت مؤسسة المياه بتزويد تلك المناطق بمياه من محطة ضخ قرية /المشنف/، إلا أن ذلك لا يفي بالغرض المطلوب منها"، وفقاً لمدير المؤسسة.
كما قامت وحدة المياه بالاتفاق مع مديرية الموارد المائية في السويداء باستخدام المياه الفائضة من الحاجات الزراعية من بعض الآبار لمياه الشرب.
ويبلغ الاحتياج المائي لمدينة السويداء /220/ ألف متر مكعب أسبوعياً ، بينما لا تزيد كمية المياه التي يتم تأمينها على /145/ ألف متر مكعب، فتصل نسبة العجز إلى /38/ % خلال الأسبوع، وفقاً لوحدة مياه الشرب في مدينة السويداء
بينما يبلغ الاحتياج المائي لريف المحافظة /575/ ألف متر مكعب أسبوعياً، في حين لا تتجاوز كمية المياه التي يتم تأمينها /462/ ألف متر مكعب بنسبة عجز تصل إلى /24/ %.
وأعاد معن زهر الدين، الخبير في الشؤون المائية والسكانية في مديرية الموارد المائية، زيادة الاحتياج المائي إلى "التزايد السكاني السريع والمطرد لسكان السويداء، فالمطلوب تأمينه ازداد بنسبة /40/ % عما كان منذ عشر سنوات مضت، إلى جانب خروج بعض المشروعات المائية عن الخدمة بسبب الاعتداءات عليها جراء الحرب وخاصة في النطاق الحدودي للمحافظة وبالأخص المناطق الغربية منها والمحاذية لدرعا.
وأضاف "زهر الدين": "أخرجت الحرب مشاريع مائية مهمة عن الخدمة مثل مشاريع المزيريب وآبار الرشيدة وآبار خربا وبعض الآبار الحدودية مع الأردن، فخسرت السويداء منذ 2012 حتى الآن ما يقارب ألف متر مكعب من الماء يومياً وهو ما يعادل ربع الاحتياجات اليومية من الوارد المائي للمحافظة".