إدلب – نورث برس
يعزف الكثير من طلاب "جامعة إدلب الحرة" التابعة لـ "حكومة الإنقاذ"، الجناح المدني لـ "هيئة تحرير الشام"، والمقيمين في مخيمات ريف إدلب الشمالي على الحدود السورية التركية عن الالتزام بالدوام بسبب ارتفاع أجور المواصلات في الآونة الأخيرة، بعد ارتفاع أسعار المحروقات بشكلٍ كبير.
ويقول "وضاح الخالد" وهو طالب في السنة الثانية بكلية الحقوق، إن الارتفاع الأخير في أجور المواصلات، زاد من عبء الطلبة الجامعيين، خصوصاً أن إدلب تشهد ومنذ أسابيع موجة غلاء غير مسبوقة، نتيجة انهيار قيمة الليرة السورية.
وأضاف أن تعرفة الحافلة من مخيمات "دير حسان" إلى مدينة إدلب مرتفعة جداً، حيث "كانت قبل شهر /2,000/ ليرة سورية، وكان هذا السعر مقبول نوعاً ما، إلا أنها وصلت اليوم إلى /5,000/ آلاف ليرة سورية، وهذا ما أعجز عنه أنا نفسي وعدد كبير من زملائي، لا سيما إن معظم الطلاب نازحين من مناطق أخرى في الشمال السوري وأوضاعنا الاقتصادية سيئة جداً".
ارتفاع تكاليف المواصلات أجبر "وضاح" على الغياب بشكل شبه كامل، "الوضع المادي لعائلتي لا يسمح لي بالسفر دائماً إلى إدلب".
كما اضطرت، رشا محمد، وهي طالبة جامعية تقيم في مخيمات الكرامة، للغياب بغرض التقليل من مصاريفها.
وتشير الطالبة في حديثها لـ"نورث برس" إلى أن معظم الطلاب الذين يرتادون الجامعة من أماكن بعيدة باتوا يقومون باستئجار شقق سكنية، "إلا أن مثل هذه الشقق أجورها مرتفعة جداً، وغالباً ما تصل لأكثر من /100/ دولار أمريكي، ما جعل الطلاب ولا سيما من ذوي الدخل المحدود، بين نارين، ارتفاع تعرفة النقل وارتفاع أجور الشقق أو المنازل في إدلب".
وكان عبد الرحمن عارف، وهو طالب في كلية الهندسة بجامعة إدلب، ومهجر من مدينة حماة، يذهب بدراجته النارية إلى الجامعة بتكلفة تصل إلى /2000/ ليرة سورية، لكن ومع ارتفاع سعر مادة البنزين "باتت تكلفني أكثر من /5,000/ آلاف ليرة سورية".
و يضيف "عارف" لـ"نورث برس" : "اضطررت للغياب عن الجامعة والدراسة من المنزل على الرغم من صعوبتها "، ذلك أن "الدراسة في الجامعة هي أفضل من الدراسة في المنزل ولا سيما لطلاب كلية الهندسة التي تحتاج إلى مجهود كبير".
ويعزو أصحاب وسائط النقل بين الريف والمدينة أسباب ارتفاع تعرفة وأجور الموصلات إلى عوامل عدة، منها رفع تسعيرة المازوت بالإضافة إلى ارتفاع أسعار قطع الغيار وأجرة صيانة السيارات.
ويقول "يحيى الزين" (35) عام، وهو صاحب حافلة على خط إدلب – المخيمات، إن سعر ليتر المازوت كان بـ /800/ ليرة سورية قبل نحو شهر، أما الآن فقد أصبح بـ /1500/ لير، فضلاً عن ارتفاع أسعار الصيانة، وقطع الغيار، وذلك بسبب صعود الدولار، كما أن القطعة التي كانت تباع بألف ليرة، ارتفع سعرها الآن ثلاثة اضعاف".
وكانت إدارة الجامعة قد أصدرت في 23 الشهر الفائت، قراراً يمنع الطلاب من تقديم امتحاناتهم مالم يكونوا قد سددوا قسوطهم السنوية، والذي اعتبره الطلاب قراراً مجحفاً بحقهم وخاصة بالنسبة لغير القادرين على تسديد الأقساط وسط الظروف المعيشية المتدهورة مؤخراً.
وتأسست "جامعة إدلب الحرة" في عام 2015 بعد سيطرة فصائل المعارضة السورية المسلحة على إدلب، ويدرس فيها نحو /15/ ألف طالب وطالبة وسط معوقات بالغة الصعوبة، على رأسها عدم وجود اعتراف دولي بالشهادات الصادرة عن الجامعة.