الإهمال الحكومي و"قيصر" يقلصان المساحات المزروعة بالقطن في ريف حلب

حلب – نورث برس

 

لم يشهد ريف حلب الشرقي الزيادة المتوقعة في مساحات زراعة القطن هذا العام، بسبب عدم تقديم الحكومة السورية المستلزمات والإمكانات اللازمة للمزارعين، وسط وجود مساحات واسعة بحاجة لاستصلاح وتنظيف.

ورغم أن المساحات المزروعة بالقطن في منطقتي مسكنة وسفيرة قد زادت قليلاً عن مساحات العام الماضي، إلا أن تلك الزيادة لا تعتبر "جيدة" بعد سيطرة القوات الحكومية على محيط المنطقة وتوقع إنعاش زراعة هذا المحصول الاستراتيجي.

 

وقال عبد الجليل المهاوش 48) عاماً)، وهو مزارع من منطقة سفيرة شرق حلب، إنه زرع هذا العام خمسة هكتارات فقط بالقطن، من أصل مساحة أرضه البالغة /28/ هكتاراً، بينما اتّجه لزراعة محاصيل لا تحتاج للسقاية كثيراً كالبقوليات بسبب عدم توفر المياه اللازمة للسقاية بشكل دائم.

 

وأضاف أنه "كان على الحكومة السورية منح القروض للمزارعين، لتشجيعهم على زراعة مساحات أوسع، إلّا أنّها لم تمنح القروض، ولم تُؤمن المحروقات للمزارعين، فقط أعطتنا كميات قليلة بحجة عدم توفرها، فاضطررنا للشراء من السوق السوداء".

 

وبلغت مساحة الأراضي المزروعة بالقطن /34/ ألف هكتار في عموم سوريا، ومن المتوقع أن يصل الإنتاج إلى /291/ ألف طن من القطن المحبوب، في حين بلغت المساحات المزروعة بالقطن في حلب /1150/ هكتاراً، من أصل خطة الحكومة المقررة للزراعة والتي تبلغ مساحتها /11/ ألف هكتار، بحسب مكتب القطن في حلب.

 

وقال إبراهيم الخلف (37 عاماً)، وهو مزارع من بلدة مسكنة بريف حلب، لـ "نورث برس"، إنّ زراعة القطن تراجعت كثيراً في منطقة مسكنة منذ العام 2017، بسبب عدم رفع الحكومة سعر القطن الذي لا يتناسب مع الجهد والمصاريف التي يتكبّدونها.

 

وأضاف: "اعتدنا استلام المبيدات والأسمدة الزراعية من الوحدات الإرشادية الزراعية في المنطقة، لكنها لم توزع كميات كافية هذا العام، فاشترينا أنواعاً كان بعضها غالياً ويفتقد للجودة".

 

 وقال: "إن لم ترفع الحكومة سعر القطن في الموسم القادم فلن أتمكن من زراعة أرضي".  

 

وكانت المؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان قد أعلنت العام الماضي رفع سعر شراء الكيلوغرام الواحد من محصول القطن المحبوب لموسم عام 2019، إلى /360/ ليرة سورية.

 

وقال مدير مكتب القطن بحلب، وضاح القاضي، لـ "نورث برس"، إنّهم قاموا بتأمين نسبة /70/ إلى /80/% من بذور القطن ذات صنف /118/ التي تتناسب مع مناخ ريف حلب، وإنّ المساحات المزروعة بالقطن في هذه السنة تجاوزت /600/ هكتار في منطقتي السفيرة ومسكنة.

 

وأوضح "القاضي" أن المساحات المزروعة بالقطن ازدادت عن العام الماضي بـ /200/ هكتار، لكنه قال إنّ هذه الزيادة ليست جيدة، "لأن هناك أراض زراعية لم يتم تنظيفها من مخلفات الإرهابيين التي شلّت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية".

 

وأضاف أن " كانت إمكانات دعم الحكومة للمزارعين محدودة جداً هذا العام، بسبب الظروف التي تواجهها الحكومة بسبب قانون قيصر، والذي سينعكس أيضاً على عدم القدرة على التصدير وعدم رفع سعر شراء القطن من المزارعين، رغم ان المتوقع إنتاج نحو أربعة آلاف طن من القطن في حلب، إذا لم تتعرض المزروعات لعوامل مناخية وطبيعية".