خدمة الإنترنت في ديرك.. معاناة جديدة جراء تدني الجودة وتدهور قيمة الليرة السورية
ديرك – سولنار محمد – نورث برس
اضطر وليد علي (34 عاماً) من سكان ديرك، أقصى شمال شرقي سوريا، أن يخفض حجم باقة اشتراكه هذا الشهر في خدمة الأنترنت المنزلي من واحد ميغا إلى /512/ كيلو بايت (نصف ميغا)، بعد أن بلغت قيمة فاتورته الشهرية /17.500/ ليرة سورية، وهو مبلغ يعجز عن تخصيصه للحصول على خدمة الأنترنت فقط .
ويشتكي سكان المدينة، كما معظم مدن ومناطق شمال شرقي سوريا، من ارتفاع أسعار فواتير خدمة الإنترنت، بينما يقول الموزعون إنهم يشترون أسعار الباقات بالسعر السابق نفسه، إلا أنهم يدفعون بالدولار الأمريكي، ما يعني أن قيمتها لم تتغير وإنما دفع الفواتير بالليرة السورية التي انهارت قيمتها أدى لارتفاع مبالغ الاشتراكات.
وعمد بعض السكان منذ الشهر الماضي إلى خفض سرعة الخدمة لباقاتهم الشهرية إلى النصف بهدف تخفيض ثمنها بالليرة السورية، لكن الأمر أدى إلى شكاوى جديدة من سوء جودة الخدمة بسبب خفض سرعة الباقة.
وقال "علي" إنه كان يشترك سابقاً في باقة شهرية بسرعة /1 ميغا/ ويدفع سبعة آلاف ليرة شهرياً، حيث "كان السعر والسرعة مقبولين"، على حد وصفه.
لكن سبعة دولارات أصبحت تعادل حالياً /17,500/ ليرة سورية، وهو ما دفعه لخفض حجم الباقة ليدفع الآن مبلغ /10,000/ ليرة سورية، رغم أنه لا يزال "سعراً مرتفعاً"، بحسب قوله.
ويقول وليد علي إن تخفيض السرعة أجبره على الاقتصار على استخدام هاتف أو اثنين فقط في المنزل.
ويرى السكان في خدمة الإنترنت حاجة ضرورية، لا سيما من أجل التواصل مع الأهل والأقارب المهاجرين واللاجئين في الخارج، إلى جانب الحاجة لتصفح الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة ما يدور حولهم من تطورات.
وقال إبراهيم أحمد (25 عاماً)، وهو صاحب مركز لتوزيع الإنترنت، إن باقة /1 ميغا/ تباع بسبعة دولارات بعد التخفيض الذي قرره مكتب الطاقة والاتصالات في إقليم الجزيرة، ولكن دفع سعرها بالليرة السورية والتي تدهورت أمام الدولار الأمريكي هو ما يسبب الارتفاع، على حد قوله.
وأضاف "أحمد" أن "نحو 25% من المشتركين خفضوا سرعة باقتهم ذات السعة /1ميغا/ إلى النصف، بينما خفض 30% منهم إلى /750 كيلو بايت/ وذلك لعدم قدرتهم على تسديد قيمة الفاتورة الجديدة".
وكان مكتب الطاقة والاتصالات في إقليم الجزيرة قد أعلن أواخر حزيران/ يونيو الفائت، عن خفض أسعار باقات الأنترنت بنسبة /20/ %، لينخفض بعدها سعر باقة الانترنت من /11/ دولاراً إلى سبعة دولارات.
وكانت الباقة الشهرية لكل واحد ميغا في الشهر تُباع بـ/11/ دولار، وبعد قرار مكتب الاتصالات بتخفيض الأسعار أصبحت تُباع بـ/7/ دولارات، بحسب القائمة التي أرسلها مكتب الاتصالات إلى موزعي الأنترنت في ديرك.
وتوقع كاوا إسماعيل، المشرف على مراكز الإنترنت في ديرك، تلقي الكثير من الشكاوي في الفترة القادمة بعد أن خفض الأهالي باقات اشتراكهم إلى النصف، "لأن معظم الهواتف النقالة ذكية وحديثة الصنع وذات سعة كبيرة، الأمر الذي سيتطلب سرعة إنترنت جيدة"، على حد قوله.