موظفون حكوميون بحلب يقارنون رواتبهم برواتب الإدارة الذاتية
حلب – زين العابدين حسين – نورث برس
عبّر موظفون لدى الحكومة السورية في مدينة حلب، شمالي سوريا، عن استيائهم من تدهور قيمة رواتبهم لمستويات غير مسبوقة وسط أوضاع معيشية "لا تحتمل"، منتقدين عدم إقرار الحكومة أي زيادة على غرار ما أقرته الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
وكانت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا قد أقرت، في 18 حزيران/ يونيو الفائت، زيادة على رواتب موظفيها بنسبة /150/%، تضاف على قيمة الأجر الشهري المقطوع للعاملين في مؤسساتها.
الأمر دفع بالعاملين في مناطق سيطرة الحكومة السورية إلى التساؤل عن مصير رواتبهم المتدنية في ظل تدهور الوضع المعيشي وفقدان الليرة السورية لقيمتها حيث بلغ سعر صرف الدولار الواحد في مدينة حلب أكثر من /2500/ ليرة سورية.
وقال محسن مدراتي (30 عاماً)، وهو عسكري من قوات الحكومة السورية تقاعد بعد إصابته أثناء خدمته الإلزامية، إنه راتبه يبلغ /83/ ألف ليرة فقط شهرياً، ولا تكفي لتلبية أي من احتياجاته مع زوجته وطفله.
وأضاف "مدراتي"، الذي تسببت الإصابة له بعجر وصل إلى نسبة 55 %: "الحكومة لم تولينا أي اهتمام".
ولا تزال الرواتب الحكومية في مستوى /50/ ألف ليرة وسطياً، ورغم أن "مدراتي" قد حصل على زيادة /20/ % بناء على مرسوم صدر في آذار/ مارس الماضي شمل العساكر المصابين الذين بلغت نسبة عجزهم 40 % وما فوق، إلا أن تلك الزيادة الطفيفة لا تلبي احتياجاته.
وقال أحمد محمد (اسم مستعار)، الذي يعمل لدى إحدى المحطات الإعلامية الرسمية في الحكومة السورية، إنه يتقاضى شهرياً ما بين /80/ ألف ليرة و/100/ ألف ليرة سورية، بحسب عدد الأخبار التي يعدّها.
وأضاف: "في الوقت نفسه، سيتقاضى صديقي الإعلامي في حي الشيخ مقصود الآن بحدود الـ /200/ ألف ليرة، لا أعلم لماذا كل هذا الإجحاف بحقنا من قبل الحكومة، فلا يعقل أن تكون الحكومة السورية أفقر من إدارة مدنية لأحد أحياء مدينة حلب".
وتعود آخر زيادة رواتب أقرتها الحكومة السورية إلى مرسوم في الـ/21/ من تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي 2019 والذي قضى بزيادة /20/ ألف ليرة (ما يعادل ثمانية دولارات حالياً).
وقال محمد إيبش (55 عاماً)، وهو ومهندس زراعي متقاعد ونازح من مدينة عفرين، إنه راتبه الحكومي الذي يبلغ /71/ ألف ليرة، بعد /30/ عاماً من الخدمة الوظيفية، لم يعد يكفيه حتى لـ/15/ يوماً.
وأضاف إنه بات يفكر في نقل سكنه من حي السريان القديمة إلى حي الشيخ مقصود أو إحدى مناطق شرق الفرات الخاضعة للإدارة الذاتية، " فهناك إن توظفت أنا أو أحد أولادي سنتمكن من العيش نوعاً ما، فالوضع لا يُحتمل هنا".