"إجراءات شكلية وإعلام مضلل".. انتقادات لإجراءات الوقاية من كورونا في دمشق
دمشق – وحيد العطار – نورث برس
تستمر عدة مناطق في سوريا بتسجيل إصابات جديدة بفيروس كوفيد- 19 وسط انتقادات شديدة تواجهها الحكومة السورية في دمشق، لا سيما من جهة ما يصفه البعض بـ"عدم الالتزام" بتطبيق إجراءات الوقاية، والاتهامات بشكلية الإجراءات الوقائية وقيام الإعلام الرسمي بتضليل الرأي العام.
وأعلنت وزارة الصحة، الاثنين الفائت، تسجيل /13/ إصابة جديدة بفيروس كورونا، ما يرفع عدد الإصابات المعلنة إلى /269/ حتى الآن، في ظل اتهامات للوزارة بـ"إخفاء" الأرقام الحقيقية للمصابين والوفيات.
وطالت الإصابات الكوادر الصحية في سوريا مع تسجيل إصابات بين أفراد من الطواقم الطبية والممرضين في مشفى المواساة بدمشق.
واتهم طبيب في مشفى المواساة، عبر اتصال هاتفي مع نورث برس، وزارة الصحة بعدم توفير الأدوات الوقائية اللازمة من معقّمات وملابس.
وقال الطبيب، الذي اشترط عدم نشر هويته، إنه مقيم في الحجر الصحي مع عدد كبير من زملائه بسبب مخالطتهم لزملاء كانوا مصابين بالفيروس بعد ظهور نتائج المسحات الطبية التي أُخِذتْ لهم وكانت إيجابية.
وقبل أكثر من أسبوع أعلن ثلاثة من الكوادر الصحية في مشفى المواساة الجامعي بدمشق، عن إصابتهم بفيروس كورونا، بينهم أحد طلاب الدراسات العليا.
ووضع الفريق الحكومي المعني بمحاربة الفيروس، في وقت سابق، عدداً من المعايير والشروط الوقائية بعد الإعلان عن فتح الدوائر الرسمية وبدء دوام الجامعات واستئناف العمل بوسائط النقل الداخلي.
لكن تلك الإجراءات، كانت شكلية ولم تطبق على أرض الواقع، بحسب سكان من دمشق.
ويحتشد يومياً العشرات من السكان في طوابير طويلة أمام الأفران بانتظار الحصول على الخبز "دون أدنى اعتبار لإجراءات السلامة والوقاية من فيروس كورونا".
كما تشهد المؤسسات الاستهلاكية التابعة لوزارة التجارة الداخلية ازدحامات خانقة بانتظار الحصول على مادتي السكر والأرز، وينطبق هذا الأمر أيضاً على بعض الدوائر الرسمية وفي الجامعات ووسائط النقل الداخلي.
وقالت شهد العائدي، وهي طالبة جامعية، إن وزارة التعليم العالي "ادعت" عند بدء الدوام أنها ستتخذ كل الإجراءات الصحية والوقائية والحد من التجمعات داخل الجامعات، "لكن كل ذلك كان فقط إعلامياً، إذ حددت الوزارة مهلة قصيرة للطلاب للتسجيل ومنعت الطلاب من تقديم الامتحانات ما لم يكونوا مسجّلين، ما جعل الطوابير طويلة أمام مركز التسجيل في كلية الآداب".
وقالت عبير ناظم وهي طالبة في كلية الإعلام بجامعة دمشق: "منذ فترة جاءت مراسلة للتلفزيون الحكومي لإعداد تقرير حول الإجراءات الحكومية وسط الجامعة، حيث اختارت طلاباً يلبسون الكمامات وطالبتهم بالمرور أمام الكاميرا لإظهار أن الإجراءات في الجامعات على ما يرام".
وبالدخول إلى مديرية الأحوال المدنية في منطقة المرجة وسط دمشق ترى طوابير طويلة بغرض الحصول على وثائق من السجل المدني.
وقال وليد الساعاتي (اسم مستعار)، وهو موظف في دائرة النفوس بالمرجة: "لا توجد أية إجراءات وقائية في مبنى دائرة النفوس، فأجهزة الكمبيوتر وباقي الأدوات التي يستخدمها الموظفون لم يتم تعقيمها قط منذ ظهور فيروس كورونا".
وأضاف: "يراجعنا يومياً المئات من المواطنين الراغبين بالحصول على الوثائق مثل إخراج القيد والبيان العائلي وبيان الزواج وتقديم طلبات الحصول على الهوية، ويقفون في الطوابير أمام نوافذ الموظفين، وهذا يشكل خطراً علينا كموظفين وخطراً على المواطنين أنفسهم".
وحدّد الفريق الحكومي عدة شروط لعمل وسائل النقل الداخلي، من بينها إجبار السائقين على لبس الكمامة والقفازات والاكتفاء بعدد قليل من الركاب مع تعقيم يومي لحافلات النقل الداخلي.
وقالت سهى العجمي، وهي من سكان العاصمة: "يتم حشّر أعداد كبيرة في باصات وسرافيس النقل الداخلي بهدف تحقيق أعلى درجة من الربح دون أي اعتبار للصحة والسلامة العامة، كما أن السائقين لا يرتدون الكمامات والقفازات الطبية أمام أعين ومرأى عناصر الشرطة".
وكانت وزارة الصحة السورية قد أعلنت، في 20 يونيو/ حزيران الفائت، فرض الحجر الصحي على بلدة "جديدة الفضل" بريف دمشق بعد اكتشاف العديد من الإصابات فيها، لكن سكان من البلدة قالوا إنهم يتمكنون من الخروج والدخول عبر دفع رشاوى للحواجز والدوريات المنتشرة حول البلدة.