طلبة في جامعة كوباني ينتقدون المشاكل التقنية التي رافقت برامج التعليم عن بعد

كوباني – فتاح عيسى –نورث برس

 

انتقد طلاب في جامعة كوباني، شمالي سوريا، برامج "التعليم عن بعد" التي نفذتها إدارة الجامعة خلال فترة الإغلاق مع حظر التجول المفروض للوقاية من فيروس "كورونا"، بسبب الصعوبات التي واجهوها خلال متابعة دراستهم من المنزل.

 

وقال لزكين عثمان، وهو طالب سنة أولى في كلية العلوم بجامعة كوباني، إنه يشعر بالراحة بعد العودة للدوام الفعلي رغم بدء فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، "ولكننا مضطرون لبذل جهود إضافية من أجل إتمام العام الدراسي".

 

لكنه قال أيضاً إنهم واجهوا صعوبات في نظام "التعليم عن بعد" بسبب انقطاع الكهرباء وضعف شبكة الإنترنت، مشيراً إلى أن انقطاعهم عن الدوام الجامعي مرتين خلال هذه السنة الدراسية مرة بسبب العملية العسكرية التركية ضد مناطق شمال وشرق سوريا، ومرة أخرى بسبب فرض حظر التجول الذي أثر سلباً على تعليمهم بشكل كبير.

 

وكانت العملية العسكرية التركية في منطقتي سري كانيه وتل أبيض في تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي قد تسببت بتأخر في بدء الدوام بجامعة كوباني، بينما علقت إدارة الجامعة الدوام وإجراء الامتحانات النهائية للفصل الأول بدءاً من الـ14 من آذار/ مارس الماضي حتى إشعار آخر، لمواجهة خطر انتشار فيروس "كورونا" المستجد.

 

وبدأ طلاب كليات جامعة كوباني بالعودة إلى الدوام في الـ/21/ من حزيران/ يونيو الفائت، بعد تعميم نشرته الجامعة على حسابها في موقع "فيس بوك".

 

ويتوجب على الطلاب الآن التقدم لامتحانين نصفي ونهائي للفصل الدراسي الثاني المقرر انتهاؤه في الـ 28 من آب/ أغسطس القادم.

 

 

وقالت دلال أحمد، وهي طالبة في السنة الأولى من كلية العلوم بجامعة كوباني إنهم لم يتمكنوا من "الاستفادة جيداً" من طريقة التعليم عن بعد، "كان صعباً فهو نظام تعليمي جديد، وخاصة زملاؤنا في القرى واجهوا صعوبات بسبب عدم توفر الإنترنت وصعوبة تحميل الفيديوهات، بالإضافة لعدم امتلاك جميع الطلاب لهواتف حديثة".

 

وأضافت دلال أنهم كانوا يضطرون لمشاهدة الفيديو أكثر من مرة لاستيعاب الدروس، "ومعظم الوقت كان يهدر على الكتابة، لكن حالياً يقوم الطلاب أثناء المحاضرة بالكتابة والتفاعل".

 

وتأسست جامعة كوباني في الـ /30/ من شهر أيلول/سبتمبر عام 2017، وتضم كلية الآداب التي تضم فرع الأدب الكردي، وكلية العلوم التي تضم أقسام الفيزياء، والكيمياء، والرياضيات، والعلوم، إضافة لقسم المخبر الطبي.

 

ويبلغ عدد الطلاب في جامعة كوباني /185/ طالباً موزعين على كليتي الآداب والعلوم ومعهد المخبر الطبي، فيما تتألف الهيئة التدريسية من نحو /20/ محاضراً.

 

وكانت جامعة كوباني قد أعلنت، مطلع أيار/ مايو الماضي، استخدام نظام "التعليم عن بعد" في الفصل الثاني لهذا العام عبر استخدام ثلاثة برامج تعليمية هي (زووم، تليغرام، والغرف التعليمية في غوغل ""classroom)، وكان يتم إرسال تسجيلات الفيديو للمحاضرات المقررة  إلى الطلاب وفق برنامج محدد من قبل إدارة الجامعة.

 

وقالت ساكينة علي، وهي مدرسة في قسم الرياضيات بجامعة كوباني، إن عبء طريقة التعليم عن بعد لم يقتصر على الطلبة وحدهم، "فقد كانت تتطلب جهداً أكثر من المدرسين لإعداد الدروس".

 

وبحسب علي، فإن استئناف الدوام الجامعي جاء بهدف استكمال المنهاج المقرر، لأن الطلاب انقطعوا عن التعليم أكثر من مرة، و"التعليم عن بعد لم يعوض الطلاب عن فترة الانقطاع".

 

لكن الرئيسة المشاركة لجامعة كوباني، شيرين مسلم، قالت لـ"نورث برس" إن إدارة الجامعة ستستمر بنظام التعليم عن بعد في بعض المواد إلى جانب الدوام الفعلي في الجامعة، وذلك "بسبب ظروف بعض المحاضرين وعدم تواجدهم في مدينة كوباني".

 

وأضافت أن من الضروري المحافظة على تجربة "التعليم عن بعد"، "بهدف الاستعداد للحالات الطارئة التي قد تجبر إدارة الجامعة للجوء إلى هذا النظام التعليمي في فترات أخرى وظروف مشابهة، كون خطر كورونا لا يزال قائماً".