مدينة جيرود بريف دمشق.. مشكلة مواصلات فاقمتها استخدام الدراجات النارية كبديل
دمشق – أحمد كنعان – نورث برس
باتت مشكلة التنقل بالنسبة لسكان مدينة جيرود / /60كم شمال شرق العاصمة دمشق، لا تقتصر على طلبة الجامعات والموظفين الذين يقصدون العاصمة دمشق بشكل يومي، بل تطال حتى من يود التنقل داخليا ضمن أحياء المدينة التي اتسعت خلال السنوات الماضية بشكل كبير.
فعدا أن المدينة تفتقر إلى وجود خط للنقل داخلي يربط بين أحيائها، بات هناك نقص كبيرٌ في الحافلات العاملة على خط جيرود- دمشق، خاصة بعد موجة الغلاء الأخيرة، وعزوف أصحاب الحافلات عن العمل على الخط، ما يدفع بالسكان إلى اللجوء لاستخدام الدراجات النارية والهوائية في تنقلاتهم، إلا أنها تبقى بدائل لا تقدم حلولاً جذرية لمشكلتهم التي باتت تتفاقم مؤخراً.
وتدور أحاديث سكان المدينة غالباً حول عدم توفر المواصلات لنقل طلاب الجامعات والموظفين إلى العاصمة دمشق والعودة منها، إضافة إلى اهتراء الطرقات بشكل كبير.
و يقول أحمد الصالح (40 عاماً) ، وهو صاحب متجر لبيع الأدوات المنزلية في جيرود، لـ"نورث برس" : "رغم أن عدد الآليات المسجّلة على خط دمشق – جيرود كافية، إلا أن أغلب أصحاب هذه الآليات تعاقدوا مع معامل وشركات لنقل عمالها، لأنهم يرون الأجرة المحددة بـ /400/ ليرة غير عادلة".
ويضيف "الصالح" أن الأجرة قد تكون غير عادلة بالنسبة لأصحاب الحافلات ولكنها تشكل عبء على المواطنين خاصة وأن غالبية من يستخدمون هذه الحافلات هم من الموظفين وطلاب الجامعات.
وكانت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في الحكومة السورية، قد حددت أجور النقل والسفر بين المحافظات، في 15 حزيران / يونيو الجاري، بـ /13,5/ ليرة سورية للكيلومتر الواحد، بينما يبلغ سعر ليتر مازوت على البطاقة الذكية /185/ ليرة سورية.
ويشير "الصالح" إلى أن "الطرقات أيضا لم تعد صالحة لمرور السيارات، كما أن افتقارها للترميم والإنارة، يتسبب بالعديد من الحوادث المرورية".
في السياق ذاته تشغل مسألة التنقل ضمن مدينة جيرود، الممتدة على مساحة واسعة، بال الكثير من سكانها، لذا يضطرون إلى البحث عن بدائل أخرى تكون أقل كلفة عليهم في ظل تدهور المستوى المعيشي.
ويقول بهاء الحلبي (36عاماً)، ويعمل إطفائياً في الدفاع المدني بالمدينة، إن "عدم وجود خدمة نقل داخلي في جيرود، رغم اتساع المدينة عاماً بعد آخر يخلق مشكلة، كما أن مكاتب السيارات تطلب أجوراً كبيرة قياساً بدخل معظم السكان الذين لا يستطيعون الاعتماد عليها في تنقلاتهم".
وتزايد الإقبال خلال السنوات الماضية في مدينة جيرود وريفها على استخدام الدراجات النارية، بشكل كبير، أملا في التخفيف من معاناة قلة وسائط النقل وارتفاع أجور المواصلات، إلا أن تزايد استخدام الدراجات النارية بأعداد كبيرة ترافق مع بروز ظاهرة القيادة الطائشة من قبل مراهقين، ما يشكل مصدر إزعاج وفق سكان المدينة.
ويرى الحلبي أن السكان باتوا يعانون بشكل كبير من "طريقة استخدام سائقين مراهقين لأعداد كبيرة جداً من الدراجات النارية في المدينة".
ويضيف أن " بعض الدراجات يقودها مراهقون برعونة ومجازفة، حيث يرفعون العجلة الأمامية ويقودون بسرعة جنونية، ما يعرضهم ويعرض المارة للخطر، بالإضافة لأصواتها المزعجة للغاية، وخصوصاً أن بعض سائقيها ينزعون كواتم الصوت عنها".
ويشير سكان المدينة إلى أن المؤسسات الحكومية تحاول ضبط المشكلات التي تنتج من تزايد الاعتماد على الدراجات النارية واستخدامها برعونة من جانب مراهقين.
إلا أن "الحلبي" يرى أن "الجهات المسؤولة عندما تفكر بمصادرة الدراجات فإنهم يصادرون دراجات البسطاء ويتركون دراجات الزعران"، بحسب قوله.
ويقول إن المشكلة لا تكمن في الدراجات النارية وإنما في طريقة استخدامها، كما أن "المسؤولية تقع على عاتق الأهالي والجهات المعنية في السماح للمراهقين بقيادة الدراجات النارية".
وحول ما تعانيه المدينة من مشكلات تتعلق بالواقع الخدمي بشكل عام ووضع المواصلات بشكل خاص يقول سامر عرابي، رئيس مجلس مدينة جيرود: "لا أنكر وجود هذه المشاكل وأن واقع الخدمات سيء، لكننا نعمل على بذل الجهد والوقت لتحسين واقع الخدمات".
ويضيف المسؤول أن "هذا التحسين يحتاج إلى وقت كافي وإلى تعاون من جانب الأهالي والجهات المعنية".