"الوطني الكردي" يكثف نشاطه وسط تفاؤل بـ "شراكة حقيقية" قادمة

القامشلي – عبدالحليم سليمان – نورث برس

 

في غرفة تتصدرها صورة القائد الكردي ملا مصطفى بارزاني، تستقبل فصلة يوسف، سكرتيرة حزب الوحدة الكردستاني وعضو هيئة الرئاسة في المجلس الوطني الكردي، الوفود المهنئة بافتتاح مقر حزبها في مدينة القامشلي، بعد أن توصل المجلس إلى تفاهم أولي للسعي إلى اتفاق سياسي مع أحزاب الوحدة الوطنية الكردية المنضوية في الإدارة الذاتية أو مقربة منها.

 

ويعود المجلس الوطني الكردي، وهو ائتلاف سياسي يضم أحزاباً كردية سورية، إلى ممارسة نشاطاته وفتح مقرات أحزابه ومجالسه المحلية في مناطق شمال شرقي سوريا، وذلك بالتزامن مع خطوات للحوار مع "أحزاب الوحدة الوطنية" للاتفاق على شراكة سياسية وإدارية.

 

"شراكة لا تقاسم مناصب"

 

وتقول فصلة يوسف لـ"نورث برس"، إن المرحلة الأولى من الحوار الكردي "لم تكن بالغة التعقيد والصعوبة"، رغم الاختلاف الفكري والسياسي بين الطرفين وظهور بعض العقبات وإحالة بعض الملفات العالقة بين الطرفين كالمعتقلين إلى مرحلة لاحقة.

 

فصلة يوسف – عضو هيئة الرئاسة في المجلس الوطني الكردي في سوريا

 

وكانت الإدارة الذاتية قد أغلقت مكاتب المجلس الوطني الكردي ومقرات أحزابه في آذار/مارس من العام 2017، بعد إعادة تفعيلها لقانون الأحزاب الذي أقرته في العام 2014، ورفض المجلس الوطني الكردي الحصول على ترخيص من الإدارة الذاتية مع إطلاق اتهامات بأن قرار إغلاق مكاتبه مبني على خلفيات سياسية.

 

وتضيف "يوسف"، إن الهدف من الحوار الكردي- الكردي هو الوصول إلى شراكة حقيقية على المستويات السياسية و الإدارية والعسكرية "وليس تقاسم المناصب و الوزارات".

 

وتشكل ائتلاف "أحزاب الوحدة الوطنية الكردية" في /19/ أيار/ مايو الفائت من /25/ حزباً وحركة سياسية مشاركة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أو مقربة منها، بهدف محاورة ممثلي المجلس الوطني الكردي، في عملية الحوار التي بدأت بين الطرفين في إطار مبادرة توحيد الصف الكردي التي أطلقها القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي أواخر العام الفائت.

 

"تكثيف النشاط"

 

وقال محسن طاهر، عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا ورئيس المجالس المحلية في المجلس الوطني الكردي، إن المجلس سيكثف من نشاطاته السياسية والدبلوماسية والجماهيرية في الداخل والخارج استعداداً للتوافق الكردي – الكردي.

 

محسن طاهر – رئيس المجالس المحلية في المجلس الوطني الكردي في سوريا
 

وأضاف: "نحن في المجلس الوطني الكردي لن ندخر جهداً خلال الفترة القادمة لتقديم التسهيلات اللازمة لرعاة الاتفاق للوصول إلى الاتفاق الشامل سياسياً وإدارياً وعسكرياً وتطبيقه فعلياً على أرض الواقع".

 

"تفاؤل وارتياح"

 

وفي مدينة الدرباسية، /50/ كم غرب القامشلي، اجتمع أعضاء المجلس المحلي التابع للمجلس الوطني الكردي، الجمعة الماضية، وتصدر علم كردستان وصورة البارزاني الأب صالة الاجتماع في مشهد كردي جديد عنوانه التقارب والعمل للوصول إلى اتفاق سياسي يجمع الأطراف الكردية في مواجهة المرحلة السياسية الجديدة في سوريا.

 

ويشير "طاهر" إلى أن الحوار والتفاهم البيني الكردي خلق مناخاً مريحاً بين الأوساط الشعبية في الشارع الكردي وأكسب كافة المكونات مزيداً من الطمأنينة والراحة وخلق جواً من التفاؤل والاستقرار.

 

" توازنات"

 

وتقول السياسية الكردية، فصلة يوسف، إن المجلس الوطني الكردي ليس ضد مشاركة كل من المكونات السياسية غير الكردية في شمال شرقي سوريا، والأطراف الكردية التي بقيت خارج الإطارين، في إشارة إلى حزبي الوحدة والتقدمي، في الإدارة المستقبلية للمنطقة.

 

 وأنهم يعملون للوصول إلى صيغة تضمن "مشاركة المجلس الكردي في القرار السياسي في الإدارة الذاتية والوصول إلى اتفاق متكامل في المستويات السياسية والإدارية والعسكرية"، على حد قولها.

 

ويرى محسن طاهر، إن الاتفاق الكردي-الكردي سيضيف "بُعداً إضافياً لحل القضية السورية عموماً وحلها سلمياً وفق قرارات الشرعية الدولية خاصة القرار (2254)، وسيسعى لخلق توازنات دقيقة للمصالح والقوى الإقليمية والدولية واحترام مصالح كل الأطراف والالتزام بأسس حسن الجوار في المنطقة واحترام حقوق كافة المكونات السورية".

 

وكان التفاهم الأولي الذي جرى التوصل إليه بين الطرفين الكرديين في /17/ من حزيران/ يونيو الجاري، قد جاء نتيجة لمباحثات وجلسات حوار مطولة بينهما بمبادرة من قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي وبرعاية أمريكية ممثلة بالسفير وليام روباك الذي يتبع وزارة خارجية بلاده.

 

"تحديات ومخاطر"

 

ويرى مراقبون للشأن الكردي ولمبادرة توحيد الأطراف الكردية في سوريا، إن أي تفاهم أو اتفاق شامل بين الوطني الكردي وأحزاب الوحدة الوطنية الكردية من شأنه أن يؤدي إلى حلول في ملفات سياسية وإدارية واقتصادية وعسكرية عالقة بين الطرفين الكرديين، بالإضافة إلى توحيد الرؤى في تحديات ومخاطر تواجه المنطقة.

 

وتطرقت "يوسف" إلى زيارة وفد المجلس الوطني الكردي لتركيا ولقاء وزير خارجيتها، وقال إن المجلس يرسم سياساته وفق مصالح "الشعب الكردي في سوريا"، وإن اللقاء الذي جرى بين قيادات المجلس ووزير خارجية تركيا مولود جاووش أوغلو، في شباط/ فبراير الماضي، كان علنياً، وأنها رغم عدم مشاركتها في الزيارة "لأسباب خاصة" أيدت زيارة زملاءها.

 

وأشارت إلى أن تركيا دولة كبيرة في المنطقة وعضو في حلف الناتو ودولة جارة لسوريا والمناطق الكردية على حدود بطول أكثر من /900/  كم، وأنهم "كحركة سياسية كردية مجبرون على ممارسة السياسة مع جميع الأطراف".

 

وكان الوزير التركي مولود جاووش أوغلو قد صرح، الأسبوع الماضي، لقناة (سي إن إن- تورك) إنه أخبر وفد المجلس الوطني آنذاك أن علاقة تركيا ستتغير مع المجلس في حال توصل الأخير إلى اتفاق مع حزب الاتحاد الديمقراطي"PYD".