"سيصبح حلماً لأطفالي".. أسعار اللحوم الحمراء تشهد ارتفاعاً كبيراً بحلب
حلب – نورث برس
تشهد أسعار اللحوم الحمراء بمدينة حلب ارتفاعاً لافتاً منذ منتصف شهر حزيران/ يونيو الجاري، وهو ارتفاع لم يشهده السكان خلال سنوات الحرب التي دارت في المدينة وريفها، وسط عدم قدرة مديرية التجارة الداخلية على ضبط السوق ووضع تسعيرة موحدة.
ووصل سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الخاروف في حلب إلى /17/ ألف ليرة سورية، بحسب مراسل "نورث برس".
وقال فارس أمين (39 عاماً)، ويعمل في ملحمة بحي الجميلية بحلب إنّ "عملية البيع تراجعت كثيراً مقارنة مع الشهر الماضي، بسبب ارتفاع سعر اللحم بشكل مفاجئ، مع ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية".
وكان أمين يبيع في اليوم الواحد أكثر من /90/ كيلوغراماً من اللحم، "أمّا الآن أبيع في اليوم الواحد نحو /20/ كيلوغراماً، ويبقى معظم اللحم لليوم التالي، أي أنّ اللحم لم يعد طازجاً كما اعتدنا في السابق".
وقال حسن قاسم الحمد /44/ عاماً، وهو موظف في شركة تعمل في القطاع الخاص، إنّه لم يدخل أي نوع من اللحم لمنزله منذ أكثر من ثلاثة أشهر بسبب تدني الوضع المعيشي الذي تشهده البلاد، من ارتفاع في الأسعار بشكل كبير وعدم استقرارها.
وقال أيضاً إنّه لم يعد قادراً على شراء اللحم "لا أستطيع شراء ربع كيلو من اللحم لأجل طبخة صغيرة، لأنّ راتبي في الشركة، لم يرتفع مع ارتفاع الأسعار. إن استمرت الأسعار في الارتفاع، سيغدو اللحم ومشتقاته حلماً لأطفالي الذين اعتادوا على تناوله مرة واحدة في الشهر على الأقل".
ومع ارتفاع أسعار المواد الغذائية الذي رافق انهيار قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي، ارتفعت أسعار اللحوم الحمراء في مدينة حلب، وتفاوتت الأسعار بين منطقة وأخرى وغابت تسعيرة اللحم عن لوائح الأسعار الرسمية الصادرة عن التموين، ولم يعد بمقدور شريحة كبيرة من السكان شراءها.
وقال مدير مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بحلب، أحمد سنكري طرابيشي لـ "نورث برس" إنّ أسعار اللحوم تعتمد بغالبيتها على عملية العرض والطلب في السوق المحلية، لذلك نشهد تفاوتاً بين المناطق ومركز المدينة.
وأضاف: "تقوم المديرية بمعرفة وتحديد سعر اللحوم الحمراء، عن طريق سوق بيع المواشي، وتحدد السعر بدون تثبيته بشكل دائم، بسبب عدم وجود ثروات حيوانية في أرياف حلب التي تقع تحت سيطرة الحكومة السورية".