الحسكة.. غياب تدابير الوقاية من كورونا منذ رفع الحظر رغم تحذيرات أممية باستمرار الخطر

الحسكة – جيندار عبدالقادر – نورث برس

 

عادت الحياة في مدينة الحسكة ومناطق شمال شرقي سوريا إلى طبيعتها السابقة منذ تنفيذ قرار رفع الحظر الصادر عن الإدارة الذاتية في /15/ من حزيران/ يونيو الجاري، وذلك رغم تحذيرات أممية من مخاطر الوباء، وازدياد الحالات المسجلة في مناطق سيطرة الحكومة السورية وفي الدول المجاورة.

 

وكانت مدينة الحسكة قد شهدت تسجيل حالتي إصابة بفيروس كورونا لشخص وزوجته في حي العمران، لتقوم هيئة الصحة بفرض حجر صحي على منازل /14/ عائلة في الحي، لتعلن في /13/ أيار/ مايو الماضي عبر بيان صحفي تماثل الحالتين للشفاء ورفع حالة الحجر عن الحي.

 

وقال رضوان محمد (50 عاماً)، وهو صاحب محل لبيع الحلويات في مدينة الحسكة، إن الغالبية العظمى من السكان لا يلتزمون بالتدابير الصحية الوقائية من فيروس كورونا خاصة بعد رفع إجراءات الحظر.

 

ويرى "محمد" أن الأوضاع المعيشية الصعبة للسكان وخاصة في الفترة الأخيرة، والطبيعة المجتمعية للمنطقة والتي تفرض تبادل الزيارات والمناسبات الاجتماعية، كلها أسباب لعدم تقيد السكان بالإجراءات الوقائية من فيروس كورونا، بالإضافة إلى "نقص الوعي وانعدام النظرة البعيدة وعدم معرفة مخاطر الأمراض المعدية".

 

ومما يزيد مخاوف السكان هو تزايد الحالات المسجلة في العاصمة ومحيطها، وهو ما يعني استمرار المخاطر، لا سيما أن الإدارة الذاتية كانت قد اتهمت الحكومة السورية بالتسبب سابقاً بنقل الفيروس إلى الحسكة.

 

ويبلغ عدد الإصابات بكورونا في سوريا /256/ إصابة حتى الآن، توفي من بينهم تسعة أشخاص، وشفي /102/ منها، بحسب وزارة الصحة السورية.

 

وقال محمود حج راغب 25) عاماً)، من سكان حي تل حجر، إن السكان لا يلتزمون بالشروط الصحية والوقائية من فيروس كورونا، "رغم انتشار المرض في مختلف المناطق والدول المحيطة بنا".

 

وأضاف أن غالبية السكان عادوا لممارسة حياتهم بشكل طبيعي، "إلى جانب عدم التزام غالبية المطاعم والمقاهي ومحال الوجبات السريعة والحلويات بالشروط الصحية للوقاية من هذا الفيروس".

 

وأشار "حج راغب" إلى "عدم وجود أي رقابة من قبل الجهات الصحية المعنية على المحلات وعلى حركة السكان وعدم اتخاذهم للتدابير الوقائية".

 

وكان المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة في الشرق الأوسط قد حذر، قبل يومين، من خطر حدوث انفجار في أعداد الإصابات بفيروس كورونا في سوريا رغم أن عدد المصابين منخفض حالياً.

 

وأشار مدير المكتب إلى حالات العراق وتركيا ومصر التي انتشرت الإصابات فيها ببطء ثم بشكل متسارع، "ونتوقع أنه ستكون لدينا مشكلة مماثلة في سوريا".

 

لكن الناطقة باسم لجنة الصحة في مقاطعة الحسكة، سهام ملا علي، قالت إنهم مستمرون في اتخاذ إجراءاتهم الصحية لمواجهة خطر تفشي مرض كورونا، رغم إنهاء الحظر في مناطق الإدارة الذاتية.

 

وأضافت: "مع بدء سريان قرارات حظر التجول، لاحظنا أن نسبة 85 بالمئة من السكان كانوا ملتزمين وتقيدوا بالإجراءات الصحية، ولم تظهر لدينا سوى حالتي كورونا وتماثلتا للشفاء".

 

وأشارت "ملا علي" إلى الأضرار التي لحقت السكان من الناحية الاقتصادية جراء فترة الحظر، لذلك "تم تخفيف الإجراءات لكن لا نزال نتّبع الاحتياطات اللازمة" على حد قولها.

 

أما بخصوص المنافذ الحكومية والقادمين عبر مطار القامشلي، فقالت إن "المعابر لازالت مغلقة والإجراءات فيها مشددة، وإن القادمين من دمشق يخضعون لفحوصات طبية للتأكد من سلامتهم من الفيروس".

 

وتشهد غالبية المدن في شمال شرقي سوريا حالة مماثلة لمدينة الحسكة من حيث تخفيف الإجراءات الاحترازية وعودة السكان إلى ممارسة حياتهم الطبيعية، بالإضافة إلى توقفت الحملات الإعلامية والنشاطات التوعية من جانب منظمات المجتمع المدني، في ظل ارتفاع نسب المصابين بالفيروس في إقليم كردستان ودول الجوار وزيادة التحذيرات العالمية من عودة موجة جديدة لانتشار الفيروس.