تصحّر أراضِ زراعية في الرقة يتسبب بحرمان مزارعين من مردودها

الرقة – فواز العكلة – نورث برس

 

تعرضت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في ريف الرقة الشرقي للتصحر بعد حفر مجاري مائية  في العام 2011 من قبل الحكومة السورية بالقرب من هذه الأراضي التي أصبحت غير صالحة للزراعية بسبب تدفق مياه الري والأمطار في الشتاء وتراكم الأوساخ في أجزاء منها.

 

وبحسب المكتب العام للزراعة في بلدة الكرامة فإن حوالي /5000/ دونم من الأراضي الزراعية تعرضت للتصحر منذ عام 2011.

 

وكانت مديرية الزراعة التابعة للحكومة السورية في الرقة، قد قامت في العام 2011، بحفر مجاري مائية بالقرب من هذه الأراضي بهدف تخفيف ضغط مياه الري والأمطار عن القناة الرئيسة.

 

وقال سليمان الذويخ (53 عاماً)، وهو مزارع من قرية خس دعكور شبلي، /67/ كم شرق مدينة الرقة، إن تدفق مياه الري في جزء من أرضه عرضها للتصحر بعد سنوات من عدم حراثتها بسبب المياه التي غمرت تلك المساحة وحولت لون تربيتها من حمراء إلى بيضاء غير صالحة للزراعة، " أرضنا لم تعد صالحة للزراعة منذ عام 2011 بعدما حفروا المجاري المائية بالقرب منها".

 

وأضاف "الذويخ": "حاولنا أكثر من مرة إصلاحها لكن لم ننجح، وبعد ثلاث سنوات من فشل زراعتها، استخدمت تلك المساحة لبناء منزل عليها".

 

أما علي الجدعان (44 عاماً)، وهو مزارع من قرية جديدة خابور، /45/ شرق الرقة، فيقول إن أرضه التي تبلغ مساحتها /80/ دونماً، بدأت تتصحر يوماً بعد يوم عقب حفر مجاري المياه، فخسرت مصدر قوت عائلتي ولم تعد أرضي صالحة للزراعة".

 

وقال علي الجحل (65 عاماً)، وهو مزارع من قرية عقربة التابعة لبلدة الكرامة، إنه توجه في العام 2011 إلى مكتب الزراعة التابعة للحكومة السورية في الرقة آنذاك، "طالبت بتعويضات مالية من الحكومة أو تعويضنا بأراضٍ بديلة، لكن دون استجابة".

 

وأشار "الجحل" إلى أن /35/ بالمئة ممن تعرضت أراضيهم للتصحر جراء حفر المجاري بالقرب منها، قاموا ببيع أراضيهم بأسعار رخيصة، "ما يعادل نصف قيمتها الأساسية، وقام حوالي /25/ منهم ببناء مساكن ومنازل عليها منذ عام 2014 للاستفادة منها في السكن مادامت غير صالحة للزراعة".

 

من جانبه، قال عبد القادر الجيجان، مدير مكتب الزراعة والري في بلدة الكرامة، إنهم يقومون بالتنسيق مع مؤسسات الزراعة، والمنظمات العاملة في الرقة لدعم المزارعين بالأسمدة التي تساعد على تحسين جودة التربة، "بهدف إعادة صلاحية نسبة من تلك الأراضي وعودتها للإنتاج من جديد".

 

وأضاف: "نقوم حالياً بتعزيل الأوساخ المتراكمة في المصارف المائية، لتخفيف ضغط كميات مياه الأمطار والري، وذلك للحد من تصحر أراضي المزارعين المحيطة أو القريبة منها".

 

ويرى "الجيجان" أن الحل الرئيسي لهذه المشكلة "يكمن في إعادة استثمار الفلاحين لأراضيهم، وتقديم طلبات لمكتب الزراعة في الرقة للمساعدة في آليات إعادة استثمارها".