السويداء.. التجنيد يخلف نقصاً حاداً في كوادر المشفى الحكومي بمدينة صلخد ومعاناة للسكان
السويداء – نورث برس
يضطر المرضى من سكان مدينة صلخد،/40/ كم شمال شرقي مدينة السويداء، إلى ارتياد المشفى الوطني بمدينة السويداء بسبب ضعف وندرة الأطباء المتخصصين في مشفى الباسل الحكومي داخل مدينتهم، وتحمل معاناة السفر وتأثيره على حالتهم الصحية.
وقال المريض أسعد الشومري، وهو من أبناء مدينة صلخد لـ"نورث برس" : "نضطر في الكثير من الأحيان للذهاب إلى المشفى الوطني في مدينة السويداء لعدم تواجد الأطقم المختصة وقلتها في مشفى صلخد الحكومي".
وأضاف "نحتاج إلى ساعة وربع من الوقت للوصول إلى مدينة السويداء في الصيف، أما في الشتاء فنحتاج إلى وقت أطول، وهذا ما يشكل خطراً في كثير من الأحيان على وضع المريض إذا ما كانت حالته متأزماً".
وأشار "الشومري" إلى أنه أدخل في شباط/ فبراير الفائت، إلى المشفى الحكومي لمدينة صلخد بحالة إسعافية جراء حادث تعرض له أدى إلى نزيف حاد لأحد الأوردة والذي يغذي القدم اليمنى، ولعدم وجود طبيب جراحة أوعية مختص، تم تحويله إلى المشفى الوطني في مدينة السويداء، وهناك أجريت له العملية، لكن بترتْ قدمه لعدم القيام بالمداخلة الجراحية في الوقت المناسب.
نقص الكوادر
وقال أخصائي القلبية وحيد الشوفي لـ "نورث برس"، وهو من الكوادر الطبية العاملة داخل مشفى صلخد: "تتوفر في المشفى أغلب المستلزمات والأجهزة الطبية التي يحتاجها المرضى ولكنه يفتقر إلى التخصصات الطبية المشغلة لها".
ويؤكد الطبيب أنه الأخصائي الوحيد لأمراض القلب في المشفى ، "لا أعمل فقط ضمن قسم القلبية فقط، بل كثيراً ما أقوم بتغطية باقي الأقسام والاختصاصات بسبب الفراغ الذي يعانيه المشفى".
ويضطر " الشوفي" في كثير من الأحيان إلى "الدوام حتى ساعات متأخرة من الليل لاستقبال المرضى والحالات الاسعافية المستعجلة".
و يشير الطبيب عماد الجبرائيل، مدير المشفى الحكومي بمدينة صلخد، في حديثه لـ"نورث برس"، إن المشفى يتألف من ثلاثة طوابق ومجهّز بالمعدات الطبية الحديثة من أجهزة تصوير ضوئية وبجهاز رنين مغناطيسي وطبقي محوري وأجهزة طبية متطورة أخرى، موزعة على الأقسام العشرة بداخله.
ويضم المشفى /850/ سريراً طبياً لاستقبال كافة المرضى من أبناء مدينة صلخد والقرى المجاورة لها، ولكنه يفتقر للكوادر المتخصصة من أطباء وممرضين، بحسب "جبرائيل".
ويؤكد المدير أنه سبق أن أبلغ مديرية الصحة في مدينة السويداء، من خلال كتب رسمية عن وجود حاجة ماسة إلى إرسال أطباء متخصصين لملء الشواغر، "لكن دون معالجة جادة أو حل".
أجور منخفضة
ويرجع رئيس شؤون العاملين والتوظيف في مديرة صحة السويداء سامر قرضاب، السبب في نقص الكوادر الطبية إلى حدوث استنزاف كبير للأطقم الطبية والإدارية في مشفى صلخد الحكومي مع مطلع عام 2015، إلى التحاق قسم كبير منهم بالخدمتين الالزامية والاحتياطية، بالإضافة إلى قسم آخر فُصل من وظيفته لعدم تلبيته لـ "نداء الوطن" على حد قوله، ما أسفر عن شح في العاملين داخل المشفى.
ويكشف "قرضاب" أن المديرية حاولت التعاقد مع أطباء للعمل في المشفى وتغطية النقص في الكوادر، إلا أنهم لا يلقوا أي تجاوب، بسبب تدني الرواتب الحكومية التي لا تغطي أجور المواصلات".
وأضاف "أغلب الأطباء الخريجين من الجامعات الطبية السورية ومن أبناء محافظة السويداء يتعاقدون مع المشافي الخاصة مقابل أجور وتعويضات عالية غير موجودة في القطاع الصحي الحكومي".
أما الطبيب مهند رافع، وهو مختص في الجراحة العظمية، فلا يرى أي مانع من العمل والتوظيف في القطاع الصحي الحكومي بالسويداء، ولكنه يستبعد التعاقد معه للسبب ذاته، "قلة الأجور وغياب التعويضات المالية والتي لا تقدر وتفي بالجهد المبذول، "تجعلني لا أفكر بالتعاقد مع القطاع الحكومي وكذلك الأمر ينطبق على باقي زملائي الأطباء".
ويخشى سكان من المدينة من بقاء المشفى الحكومي في مدينة صلخد خارج الخدمة الفعلية رغم توفر تجهيزات طبية ومرافق حديثة في ظل الإهمال الحكومي وغياب أي جهود من أجل إيجاد بدائل يمكن من خلالها تأمين الكوادر وضمان استمرارية عمل المشفى وتخفيف معاناة المرضى.