الحسكة – جيندار عبدالقادر – نورث برس
شهد الشارع الكردي في عموم مناطق شمال شرقي سوريا خلال الأسبوع الجاري حالة من الارتياح مع إعلان أكبر إطارين سياسيين كرديين في سوريا توصلهما إلى تفاهمات أولية وانتهاء المرحلة الأولى من الحوار الكردي – الكردي، بعد مبادرة أطلقها القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي لتوحيد الأطراف السياسية الكردية في سوريا.
وجاء إعلان التفاهم الأولي في بيان مشترك قُرأ باللغتين العربية والكردية في مدينة الحسكة، الأسبوع الفائت، بحضور أعضاء الوفدين الكرديين والجنرال مظلوم عبدي والسفير الأمريكي وليام روباك باعتبارهما راعيين للاتفاق.
وقال سيف الدين القادري (54 عاماً) من سكان حي الصالحية في الحسكة، "دائما هناك من لا يرغبون في أن يحصل تقارب بين الأطراف الكردية في سوريا، من الدول الإقليمية والقوى الأخرى المرتبطة بها، ولا شك كان لهم مساع من أجل نشر التفرقة بين الكرد السوريين وتفتيتهم، لكننا نأمل في أن لا يصلوا إلى مبتغاهم".
وأضاف" القادري" أن وحدة الموقف الكردي، سيساهم في تمكن الكرد السوريين من نيل حقوقهم السياسية.
وعبر عن ارتياحه عما توصلت إليه المجلس الوطني الكردي وأحزاب الوحدة الوطنية الكردية في حورهما منذ نحو 3 أشهر.
ولا يخفي عيسى محمد محمود (41 عاماً) من سكان حي الصالحية، سروره بالتقارب الحاصل بين الأطراف الكردية، لافتاُ إلى أن الشارع الكردي كان يتمنى منذ وقت طويل أن يكون هناك توافق بين الكرد بغية الحصول على حقوقهم، مؤكداً أن ذلك سيزيد من قوتهم، على حد قوله.
وكان الطرفان الكرديان قد اعتبرا أن اتفاقية دهوك التي توصل إليها المجلس الوطني الكردي في سوريا وحركة المجتمع الديمقراطي العام 2014 حول الحكم والشراكة في الإدارة والحماية والدفاع هي "أساس لمواصلة الحوار والمفاوضات الجارية بين الوفدين بهدف الوصول الى التوقيع على اتفاقية شاملة" بحسب البيان المشترك بينهما.
ولم يكشف الطرفان حتى الآن عن مضمون الرؤية السياسية التي توصلا إليها رغم إعلانهما انتهاء المرحلة الأولى والتي وصفها الطرفان بـ"الخطوة التاريخية المهمة".
من جانب آخر قال نوري حسن أوسو (60 عاماً) من سكان حي تل حجر، إن التقارب بين الأطراف الكردية سيكون لصالح شعوب المنطقة برمتها، مضيفاً "نعيش بسلامه مع مختلف المعتقدات والأديان، هذه نظرتنا وتفكيرنا".
ويعيش في مدينة الحسكة خليط من القوميات والأعراق والأديان المختلفة من كرد وعرب وسريان وآشوريين ومسلمين ومسيحيين وإيزيديين.
وقال أوسو إن المعتقدات والقوميات الأخرى "جزء منا، لا نستطيع أن نعمل لوحدنا ولا هم لوحدهم، فنحن نتعايش سوياً منذ آلاف السنين".
وأضاف أنه هناك مصاهرة وعلاقات تاريخية بين مكونات المنطقة وأن ما يشاع من أن التقارب الكردي سيكون على حساب باقي المكونات ليس إلا "إثارة للفتن الطائفية".
ويقول أيضا "الهجمات التي تُشن ضدنا والقذائف التي تصيبنا لا تخص مكون دون الآخر".
ولا يبدو عماد بدرخان (46 عاماً) من سكان حي الغزل، متفاؤلاً في وصول الأطراف الكردية إلى اتفاقية شاملة فيما بينهما، بسبب فشل كافة المحاولات السابقة، "من الصعب أن يتم الاتفاق بين الطرفين (..) هم لم يتفقوا على شيء بسبب خلافاتهم الكبيرة".
لكنه عاد واستدرك ليعبر عن أمله في أن يتم الاتفاق بين الأطراف الكردية التي تحتاج إلى وحدة الموقف، "أوضاعنا باتت صعبة للغاية فإلى متى ستبقى الخلافات؟".
وإذا ما سارت الحوارات وفق اتفاقية "دهوك" الموقعة بين الطرفين 2014، فإن على الطرفين أن يناقشا تشكيل مرجعية سياسية تتكون منهما ومن أحزاب وفعاليّات خارجهما، إضافة إلى مناقشة كيفية انضمام أحزاب المجلس إلى الإدارة الذاتيّة، مع إيجاد آليات لضم قوات عسكرية تابعة للمجلس إلى قوات سوريا الديمقراطية.
ويرى مراقبون أن إعلان الطرفين الكرديين عن توصلهما إلى رؤية سياسية مشتركة في مؤتمر صحفي بحضور السفير الأمريكي، وليم روباك، يحمل دلالات حول احتمالية توجه الكرد في سوريا نحو التحول إلى طرف أساسي على طاولة الحل النهائي في سوريا.