توقف الحركة السياحية يخلف كساداً في تجارة الشرقيات والحرف الدمشقية العريقة
دمشق – نورث برس
تعاني الأسواق السياحية في دمشق القديمة، مؤخراً، من ركود كبير وسط الغلاء وانهيار قيمة الليرة السورية، ومع تداعيات العقوبات الأمريكية ودخول قانون قيصر حيز التنفيذ تزايدت المصاعب التي عرقلت مجيء السياح أو تصدير البضائع، وذلك بعد فترة من الإغلاق بسبب فيروس كورونا.
وتمنح الصناعات الدمشقية العريقة تميزاً لأسواق الأحياء القديمة التي تقع بالقرب من الجامع الأموي، حيث مهن النحاس والموزاييك الخشبي، إضافة لصناعة الجلود الشرقية، فتعج تلك المنطقة بالفنادق والبيوت التراثية التي يقصدها السياح.
وأدى قانون "قيصر" حتى قبل تنفيذه في /17/ من حزيران/ يونيو الجاري إلى إيقاف الحركة السياحية والتجارية لمحلات عملت لمئات السنين في تلك الأسواق القديمة.
وقال عبد الحميد القنواتي ( 33عاماً)، وهو صاحب متجر لبيع الشرقيات بسوق القيمرية في دمشق القديمة، لـ "نورث برس"، إن حركة العمل والبيع تأثرت بشكل كبير بعد ظهور فيروس كورونا نتيجة إغلاق السوق لمدة شهرين، والآن زاد الركود الاقتصادي بسبب إقرار قانون العقوبات "قيصر"، "مبيعنا اليومي يقتصر على حوالي /10/ آلاف ليرة حالياً".
وأضاف: "حركة السياح متوقفة بشكل كامل وهذا انعكس على المقاهي والمحال بالإضافة للفنادق، فيما أصبح الزبون المحلي يمتنع عن الشراء لأنه يفضل الاحتفاظ بالمال لشراء حاجياته الغذائية والأساسية".
ويعد سوق القيمرية، من أسواق دمشق التي تقع ضمن سور المدينة القديمة، أحد أهم الوجهات السياحية ضمن دمشق، لحفاظه على روحه التراثية وبيوته القديمة التي تحول معظمها لمطاعم وفنادق ومعارض فنية.
وقال ياسين عبد الغني (26 عاماً)، وهو صاحب محل لبيع "الصمديات" النحاسية المزخرفة في السوق نفسه، إن قانون "قيصر" يعرقل حركة التصدير ونقل الصناعات الدمشقية للخارج لأنه يمنع التعامل مع السوريين، "كما جاء الغلاء ليعيد حركة البيع إلى الوراء ويعقد الأمر أكثر".
وأضاف: "منتجاتي مطلوبة في الدول الأوروبية وشرقي آسيا، وعندما يتوقف الطيران والتصدير يتوقف عملي كلياً".
وكانت منظمة "اليونسكو" قد وضعت دمشق القديمة على لائحة التراث المهدّد بالخطر في العام 2013، وذلك بسبب اندلاع المعارك على أطرافها ومحاذاتها لمناطق الصراع في غوطة دمشق الشرقية، وسقوط قذائف الهاون في بعض مناطقها مثل "باب توما" و"باب شرقي".
وتركزت السياحة الخارجية على الأسواق القديمة من غياب الزوار وارتفاع تكاليف الإنتاج، الأمر الذي يؤثر على صمود الحرفيين ومئات المهن التي يعاني أصحابها من كساد في المنتجات وانعدام في حركة البيع.
واعتبرت ياسمين جوني (25 عاماً)، وهي صاحبة محل لبيع الجلود المصنّعة بطابع شرقي، إن عقوبات "قيصر" استهدفت جميع أسواق البلد، "وأصبح السوريون يتواجدون للتنزه وشراء الأطعمة فقط".
وأضافت: "باتت حركة بيع الجلديات والشرقيات قليلة نتيجة العقوبات وعدم وجود سيّاح، كما أن توقف حركة التصدير تمنع إيصال البضائع إلى التجّار في الدول الأوربية والخليجية".
وقد تأثرت حركة السيّاح بالحرب السورية مقتصرة على السياحة الدينية، ولا سيما القادمون من إيران والعراق لزيارة المزارات الدينية المقدسة بدمشق، والتي كانت تساهم بنسبة معينة في تحريك الأسواق، إلا أن انتشار فيروس كورونا بإيران وإعلان سلطاتها توقف الرحلات الدينية إلى دمشق في آذار/ مارس المنصرم، أغلق باب السياحة الخارجية تماماً في العاصمة.