دمشق – صفاء عامر – نورث برس
بعد انقطاع متكرر نتيجة لظروف الحرب، خلال السنوات الماضية، يواجه طلاب من جامعة دمشق ومن الجامعات السورية الأخرى، هذه الأيام، مصاعب جديدة على خلفية موجة غلاء غير مسبوقة طالت مستلزماتهم الحياتية والدراسية وحتى رسوم التسجيل الجامعي.
وبات التدهور الاقتصادي في البلاد عامة عائقاً حقيقياً أمام مواصلة طلاب معاهد متوسطة وكليات جامعية لتعليمهم الذي يعتمد على مصاريف ترسله لهم عائلاتهم من مناطق بعيدة.
وقالت الطالبة نجلاء التيسير، التي تسكن في المدينة الجامعية، إنها تتفحص لائحة الأسعار الموجودة عند مدخل المحل في المدينة الجامعية (تجمّع المزة) قبل شراء الخضروات، "كي أحسب مقدار ما أستطيع شراءه مسبقاً ولا أتفاجأ عند الدفع".
ويضيف محمد حسن، وهو طالب في كلية الحقوق بجامعة دمشق، إن ارتفاع الأسعار لهذه الدرجة غير مقبول وغير مبرر، "ولم يعد يرحم أحداً من طلاب الجامعة من العائلات ذات الدخل المحدود".
وأضاف: "مكتوب على جيلنا الشقاء في حياته العلمية والعملية"، في إشارة إلى ما عاناه الطلاب السوريون خلال السنوات الماضية.
وتضاعفت أسعار المحاضرات والنوط الجامعية واشتراكات الحصول على المحاضرات من مكاتب القرطاسية، حيث بلغ سعر نسخ كل صفحة /25/ ليرة سورية، فيما بلغ الاشتراك للحصول على محاضرات فصل دراسي واحد على الأقل /15/ ألف ليرة، بحسب طلاب في جامعة دمشق.
كما طال الارتفاع جميع المستلزمات التعليمية، بدءاً من القرطاسية وصولاً للكتب الجامعية والمستلزمات الطبية والهندسية، فسعر الدفتر الذي يحوي /100/ صفحة بلغ /1,200/ ليرة، فيما كان يباع سابقاً بـ /250/ ليرة سورية.
وقالت مايا الدخيل، وهي طالبة في كلية الصيدلة، إنهم كطلاب كلية عملية يحتاجون لتكاليف إضافية، "من بينها ثمن المراجع وأنابيب الاختبار وصندوق الأدوات وغيرها من المستلزمات التي بلغت أثمانها ضعف سعرها السابق".
وكانت مجموعة "ملتقى طلاب جامعة دمشق" على موقع فيس بوك، قد دعت أعضاءها عبر منشور لها إلى المحافظة على مستلزماتهم القديمة والحذر من تأثيرات الغلاء، "أسعار المواد المخبرية تتخطى الملايين، حافظوا على الأجهزة والمواد جيداً واستعملوها بِحذر".
وقالت ريمان الحسن، وهي طالبة في كلية الآداب قسم اللغة العربية، إن أسعار المقاصف والأكشاك الجامعية أصبحت " أسعار خمس نجوم، وهي أسعار لا يستطيع تحملها الطلبة إلا عدد قليل من الطلبة ميسوري الحال.
وأضافت: "على سبيل المثال بلغت تكلفة سعر فنجان القهوة /500/ ليرة، وقطعة "الكرواسان" تباع بـ /500/ ليرة بعد أن كانت بـ /200/ ليرة سورية".
وتربط الحكومة السورية أسباب التدهور الاقتصادي في سوريا بالعقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية عبر تطبيق قانون قيصر في 17 من هذا الشهر، بينما يرجعها مراقبون لسياسة الحكومة السورية الخاطئة في إدارة اقتصاد البلاد وانتشار الفساد، وفشل محاولات الحلول الإسعافية غير المجدية.
وأجبرت الظروف الحالية عدداً من الطلاب على التوجه لسوق العمل، بهدف التخفيف عن عائلاتهم وتأمين مستلزمات دراستهم، رغم أنهم يواجهون تكثيفاً في إعطاء المحاضرات وهو ما يستوجب تفرغاً للدراسة والمتابعة من أجل الامتحانات المقررة بعد حوالي شهر.
لكن رؤى الناصر، وهي طالبة في كلية الآداب تعمل كموظفة استعلامات في أحد فنادق دمشق بدوام جزئي، قالت إن راتبها الشهري "لا يتجاوز /40/ ألف ليرة سورية"، وهو لا يكفي لتأمين ما يلزمها لتتابع دراستها.
وأضافت: "راتب عمل واحد لا يكفي في ظل هذه الظروف العصبية التي تفتك بأحلام الشباب".