إيجارات مرتفعة للمنازل في الشدادي ومجلس الناحية ينتظر الشكاوى
الشدادي – باشم الشويخ – نورث برس
تعاني عائلات ذات دخل محدود وأخرى نازحة في مدينة الشدادي، جنوب الحسكة، من مشكلة ارتفاع إيجارات المنازل، خلال الفترة الأخيرة، الأمر الذي زاد الأعباء المادية لتلك العائلات وسط تدهور الأوضاع المعيشية في البلاد عموماً.
ويعيش هيثم الديري (36عاماً)، الذي يعمل في صيانة الهواتف النقالة، برفقة عائلته المكونة من خمسة أفراد في منزل بالإيجار وسط مدينة الشدادي، مؤلف من غرفتين ومطبخ، وذلك بعد نزوحهم من مدينة دير الزور.
وقال "الديري" لـ "نورث برس"، إنه استأجر منذ ثلاثة شهور منزلاً على قدر استطاعته المالية، إذ يدفع كل شهر /40/ ألف ليرة سورية لصاحبه، "لكن صاحب المنزل أبلغني قبل يومين أنه سيرفع إيجار المنزل إلى /50/ ألف ليرة، وأنا مضطر لأن أدفع له هذا المبلغ، فلا مأوى آخر لدي".
وتشهد إيجارات المنازل في شمال شرقي سوريا، مثل قطاعات الحياة الأخرى، ارتفاعاً كبيراً في الأسعار، وسط زيادة الطلب على منازل الآجار وتراجع نسبي في حركة شراء وبيع العقارات.
وقال علي الحميد (38عاماً)، وهو عامل في ورشة حدادة في الشدادي،: "سكنت منزلاً طينياً بالإيجار في الحي الجنوبي مقابل /20/ ألف ليرة سورية شهرياً، لعدم قدرتي على استئجار منزل أفضل منه، فالأسعار مرتفعة جداً وتصل إلى /50/ ألف ليرة فما فوق".
ويأتي الارتفاع في أسعار الإيجارات في الشدادي في وقت يواجه فيه معظم السكان صعوبة في تأمين احتياجات عائلاتهم الأساسية من موادٍ غذائية وخضار ومستلزمات معيشية أخرى.
وأدى تدهور قيمة الليرة السورية بنسبة كبيرة منذ مطلع العام الحالي ووصولها لمستويات انهيار قياسية مع تطبيق قانون عقوبات قيصر الأمريكي ضد الحكومة السورية، إلى غلاء الأسعار في مختلف قطاعات الحياة.
وقال محمد العلو، وهو صاحب مكتب عقاري في الشدادي، إن أسعار المنازل تتراوح حالياً بين /35/ و /85/ ألف ليرة بحسب مواصفاتها، وإن أصحابها هم من يقومون برفع الإيجارات ويبررون الأمر بحالة الغلاء العامة في الأسواق.
وأضاف: "لكن هناك عائلات ليس لديها قدرة على استئجار منزل حتى بـ /40/ ألف ليرة، لأن ذلك لا يناسب دخلهم المالي، لذا يضطرون لاستئجار بيوت طينية لا تتجاوز إيجاراتها حدود /25/ ألف ليرة سورية".
وقال علاء العمر، الرئيس المشارك لمجلس ناحية الشدادي، لـ "نورث برس"، إنهم شكلوا لجنة لمراقبة إيجارات المنازل للحد من استحكام المستأجرين".
لكن اللجنة المشكلة لم تقم بعد بأي إجراءات عملية على الأرض ولم تحدد سقفاً للإيجارات في المدينة، وأضاف "العمر": "اللجنة لا تتخذ أي إجراءات إلا في حال ورود شكاوى من قبل المستأجرين".
لكن مستأجرين وأرباب عائلات من ذوي الدخل المحدود قالوا، لـ"نورث برس"، إنهم لا يعلمون طبيعة الشكاوى التي يجب عليهم تقديمها حيال ظاهرة عامة في المدينة، فلا يمكن اتهام صاحب منزل بخرق قانون أو قرار في ظل عدم تحديد أي ضوابط قانونية وإدارية ولا سقف محدد للإيجارات في المدينة.
وكان مجلس ناحية الشدادي قد اجتمع بأهالي المدينة مطلع حزيران/ يونيو الحالي ووعد بتحسين الخدمات ووضع حلول لأزمة الغلاء التي أرهقت السكان.