مخاطر تلوث مياه الشرب في السويداء تزداد بسبب غياب الرقابة عن السدود

السويداء –  نورث برس

 

تواجه السدود السطحية في محافظة السويداء، جنوبي سوريا، والتي تشكل مع الآبار الجوفية المصادر الرئيسية لمياه الشرب للسكان، مخاطر تلوث قد تؤدي بحسب مختصين إلى مشكلات صحية وبيئية في المنطقة.

 

وتأتي المخاوف من تلوث مصادر مياه الشرب، مع ارتفاع مخزون المياه خلال العام الجاري 2020 إلى أربعة أضعاف مخزون العام الفائت، بسبب كميات الأمطار والثلوج العالية، وخاصة في السدود التي تقع إلى الشرق من مدينة السويداء مثل (الروم، وجوالين، وأبو زريق، والغيضة)، بحسب مدير الموارد المائية في السويداء، يحيى نوفل.

 

وقال محمود الجغامي، وهو خبير في التلوث المائي، لـ "نورث برس"، إنّ "نسبة الملوثات الجرثومية والكيميائية وبعض المخلفات الضارة في المياه أصبحت تدق ناقوس الخطر وتهدد صحة السكان، رغم مضخات التصفية والفلترة الموجودة لتصبح المياه صالحة للشرب".

 

وأضاف: "تعتبر النفايات الجافة مصدراً من مصادر التلوث في السدود، إذ أنّ صيادي السمك والمتنزهين في حرم السدود، رغم القوانين التي تمنع دخولهم هناك، لا يدركون مخاطر الإهمال ورمي بقايا أطعمتهم ونفاياتهم في مياه السد، والتي تصبح مصدراً لانتشار الجرذان والذباب والحشرات الضارة".

 

وكشف "الجغامي" عن أخذ عينة من مياه أحد السدود في محافظة السويداء، "ليتبين بعد الاختبارات المخبرية زيادة ملحوظة في نسبة النترات والشوائب الضارة في العينة، حيث سُجلت زيادة عن الحد الطبيعي لدرجة اعتبارها غير صالحة للشرب".

 

ويبلغ عدد السدود في محافظة السويداء /18/ سداً، وتبلغ نسبة التخزين الأعظمي لها /69/ مليون متر مكعب، في حين امتلأت بأكثر من 11 مليون متر مكعب، وهي نسبة جيدة تعادل 16% من تحزينها الكلّي، بحسب مديرية الموارد المائية في السويداء.

 

وقال أحد الحراس الذين يعملون في السدود التابعة لمؤسسة المياه، لـ "نورث برس": "يقصد السكان السدود للصيد والتنزه، ويتركون أماكنهم مليئة بالقمامة، دون تنظيفها أو تجميعها حتى".

 

وأضاف: "أبلغت الدوريات الشرطية التابعة لمديرية البيئة عدّة مرات، ولكن دون مجيب، وتشاجرت مع عدد من السكان، حتى إنّ أحدهم رفع السلاح في وجهي طالباً عدم إزعاجه".  

 

ودفع امتلاء الوديان والينابيع جراء ذوبان الثلوج في منطقة ظهر الجبل، وهي حالة لم تشهدها السويداء منذ خمسة أعوام، السكان للتنزه والاستجمام بالقرب من المسطحات المائية التي تشهد ظاهرة تلوث خطيرة.

 

وقال ناشط في مجال البيئة، طلب عدم ذكر اسمه، إنّ "المتابعة التي تقوم بها مؤسسة المياه في السويداء لا تبلغ حد الجديّة لدرء التلوث عن مصادر مياه الشرب، ولا تقوم بحماية الحرم المائي من عبث الأشخاص المستهترين، فلا حراسة دائمة ولا تنظيف مستمر".

 

وشدد "الناشط" على أنّه يجب إبعاد خطوط الصرف الصحي عن مصادر وأنابيب مياه الشرب، وأنّ مديرية البيئة ومديرية الموارد المائية تقومان بأدوار وإجراءات "محدودة العمل والفائدة".