مع تفشي كورونا بمحيط دمشق ..سكان يرفضون فكرة التزام المنازل وسط التدهور المعيشي

دمشق – نورث برس

 

يتخوف سكان في العاصمة دمشق من إعلان جديد لحظر التجول أو إغلاق للأعمال التي عاد أصحابها إليها بعد فترة من الانقطاع بسبب إجراءات الوقاية من تفشي فيروس كورونا المستجد، وذلك وسط الغلاء وتدهور الأوضاع المعيشية بعد تطبيق العقوبات الأمريكية وانهيار قيمة الليرة السورية.

 

ويرفض السكان فكرة التزام المنازل رغم ازدياد عدد الإصابات المسجلة في المناطق المحيطة بالعاصمة وريفها، حيث أعلنت وزارة الصحة في الحكومة السورية، أمس الاثنين، عن تسجيل /15/ إصابة بفيروس كورونا في مدينة دمشق وريفها.

 

وقال الشاب محمد شويكان (27 عاماً) ، إنه مضطر للعمل لكي يساعد أهله على تحمّل الوضع المعيشي المتدهور, "فقد عطل وباء كورونا حياة الكثيرين ممن يعتاشون بشكل يومي، وهناك البعض استهلك مدخراته التي جناها من عمله سابقاً، والآن لا يجد عوناً سوى العودة للعمل".

 

وأضاف: "يجب التقيد بالقليل من إجراءات الوقاية، هذا ما يستطيع السكان فعله، لأنهم مضطرون للعمل".

 

وكانت أول إصابة بفيروس كورونا في سوريا قد سجلت في /22/ آذار/ مارس الماضي، ليصل العدد حتى الآن إلى /219/ إصابة، شفيت منها /86/ وتوفيت سبع حالات.

 

ولم يقتصر رفض فكرة التوقف عن العمل على الشباب، بل شمل حتى المسنين والمتقاعدين، ممن يحتاجون لرعاية عائلاتهم خلال ظروف التدهور الاقتصادي والمعيشي الأخيرة.

 

وقال يوسف رشيد، وهو رجل ستيني وموظف متقاعد من سكان مدينة دمشق، إن " العمل يبقى حاجة كبرى، والبقاء في المنزل كارثي في هذه الظروف، فالجميع مضطر للذهاب إلى عمله".

 

لكنه استدرك حديثه: "إنما بشرط أن يكون هنالك انضباط بغسل اليدين والتباعد والحذر في التعامل، وهذا ما يحصل في أوروبا التي لم يتوقف مواطنوها عن العمل رغم تضاعف عدد الإصابات".

 

ويحذر مختصون من أن كبار السن والمرضى والنساء الحوامل والمدخنين أكثر عرضة للمخاطر الصحية في حال إصابتهم بعدوى فيروس كورونا المستجد، في حين يلتفت السوريون أكثر لاحتياجات عائلاتهم المعيشية والحياتية الأساسية مع الغلاء والتدهور الاقتصادي.

 

وأخضعت وزارة الصحة، مساء السبت الفائت، بلدة "جديدة الفضل" في ريف دمشق بالكامل للحجر الصحي، بعد وفاة امرأة سبعينية نتيجة إصابتها بالفيروس، وهي رابع بلدة في ريف دمشق يتم الحجر عليها في فترات مختلفة بسبب كورونا، بعد بلدات تل منين والسيدة زينب ورأس المعرة.

 

وعقب ذلك فرضت إدارة مستشفى المواساة الحجر الكامل على كافة الطاقم الطبي من أطباء وممرضين الذي خالطوا المريضة السبعينية بعد تأكد إصابتها بالفيروس

 

وتشهد بلدتا "جديدة عرطوز" و"جديدة الفضل" القريبتان من دمشق إجراءات وقائية مكثفة خوفاً من تسلل مزيد من الإصابات بكورونا إلى داخل العاصمة.

 

وترى شيماء عبد الغني (35 عاماً)، وهي مريضة مصابة بالـ "ربو"، أن البلدان الكبيرة في العالم لم تستطع تطويق الوباء، "فكيف لسوريا التي عانت الحرب وتعاني أوضاع اقتصادية خانقة وعقوبات أن تستطيع الحد منه".

 

وأضافت: "انهار اقتصاد البلد ولا سيما بعد توقف العمل لمدة شهرين بسبب كورونا، لذا يجب إبقاء العمل واتخاذ إجراءات صحية مثل ارتداء الكمامة وتعقيم اليدين".

 

"لكن المشكلة باتت في قلة التقيد بإجراءات السلامة من قبل السكان، وما يرافق ذلك من حاجة ماسة للعمل نتيجة الغلاء المعيشي"، على حد قولها.

 

وتأتي هذه التطورات والآراء في وقت حذرت فيه منظمة الصحة العالمية، من "التراخي في مواجهة الجائحة التي لا تزال تشكل خطراً حول العالم".