تأمين مياه الشرب هاجس لسكان حي بمدينة الرقة والتكاليف تزيد المصاريف المتفاقمة أصلاً
الرقة- أحمد الحسن- نورث برس
أصبح تأمين مياه الشرب هاجساً يؤرق سكان حي الرميلة في الجهة الشمالية لمدينة الرقة، شمالي سوريا، منذ أكثر من شهر عقب انقطاع تام لمياه الشرب في الحي، وسط اضطرار السكان إلى شراء المياه من الصهاريج والذي أثقل كاهلهم بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة.
ويطالب السكان مكتب المياه في الرقة بإيجاد حل سريع لهذه الأزمة والتي تفاقمت أكثر منذ ارتفاع درجات الحرارة، بالإضافة لتكاليف إضافية تترتب على شراء المياه التي وصل ثمن البرميل الواحد منها في الحي إلى /800/ ليرة سورية أحياناً، وذلك وسط الوضع المعيشي المتفاقم مؤخراً بسبب التدهور الاقتصادي الذي تشهده البلاد عموماً.
واضطر حسين العلي (72عاماً)، مع بدء فصل الصيف، للانتقال إلى مزرعة الرافقة، /18/ كم غرب مدينة الرقة، بسبب مشكلة انقطاع المياه، "كان هناك انقطاع مستمر للمياه في الحي، لكن وصلت خلال هذا الصيف إلى حد الانقطاع التام".
وأضاف: "أصبح الوضع في حي الرميلة لا يطاق".
وقال محمد العرودة (57عاماً)، من سكان حي الرميلة، إنه "لشيء معيب أن يعاني سكان مدينة الرقة من شح المياه رغم أن نهر الفرات يمر بجوار المدينة".
ووصف الواقع الخدمي في حي الرميلة بـ"الأسوأ"، متهماً مكتب المياه في الرقة بخلق أعذار، " كل مرة نراجعهم نجد حجة مختلفة كتبرير ذلك بعدم وجود ضغط في مضخات المياه أو إرجاع سبب انقطاع المياه إلى إسراف بعض الأحياء الأخرى في استخدام المياه".
ويرى "العرودة" أن هذه" الحجج واهية فلدى مكتب المياه قسم خاص للمخالفات، "لماذا لا يخالفون المنازل في الأحياء التي تسرف المياه، بدل أن يقطعوا المياه عن حينا؟".
وخصص مكتب المياه التابع للجنة الإدارة المحلية والبلديات في مجلس الرقة المدني، منذ أسبوعين، صهريجاً لتوزيع المياه بشكل مجاني على سكان حي الرميلة والذي يقوم بتعبئته بشكل مباشر من مناهل خاصة موجودة بجوار نهر الفرات، لكن سكان الحي يشتكون من عدم كفايته للحي، الأمر الذي يضطرهم لشراء المياه من الصهاريج الأخرى.
وقال علي حمو (53عاماً): "لم نعد نريد المياه لتسيير أعمالنا، نريد أن نرتوي من مياه الشرب فقط".
وأشار إلى أن تعبئة المياه من الصهريج المخصص لا يغطي حاجة السكان، كما تتم التعبئة أحياناً وفق "صلات قرابة أو علاقات شخصية، الأمر الذي يضطرنا إلى شراء المياه بشكل مستمر من الصهاريج الجوالة".
ويعتبر حي الرميلة الواقع في الطرف الشمالي الشرقي من مدينة الرقة من أكبر الأحياء في المدينة والذي يبلغ عدد سكانه قرابة /8769/ عائلة، بحسب مكتب الاحصاء في مجلس الرقة المدني.
من جانبه، قال رئيس مكتب المياه التابع لمجلس الرقة المدني، جاسم الخلف، إنهم قاموا في وقت سابق بتمديد خط مياه بقطر/400/ ملم لتزويد حي الرميلة بمياه الشرب، "لكن انخفاض منسوب نهر الفرات وتدني مستوى المياه الواصلة إلى محطات مياه الشرب قلل من كفاءة المحطات لضخ المياه إلى كامل المدينة"، على حد قوله.
والسبب الآخر لعدم وصول المياه إلى كامل أحياء مدينة الرقة يعود إلى عدم الترشيد في استخدام المياه وخاصة في الأحياء التي تقع على أطراف المدينة كحي "الجزرة" في الجهة الغربية وحي "دوار حزيمة" شمالي المدينة، "وذلك لاستخدام معظم سكان هذه الأحياء المياه في سقاية المزروعات المنزلية كالخضار والأشجار"، بحسب الخلف.
وأشار الخلف إلى ورود شكاوى من سكان حي الرميلة منذ أسبوعين حول انقطاع المياه عن الحي، وأن مكتب المياه يعمل على إيجاد طريقة لإيصال المياه إلى حي الرميلة، "سنعمل خلال الأيام القليلة القادمة لإيصال المياه إلى كافة سكان الحي".