استياء طلبة في جامعة دمشق بسبب تحويل امتحانات مواد دراسية مؤتمتة للنظام التقليدي
دمشق _ وحيد العطار _ نورث برس
عبّر طلاب في جامعة دمشق عن استيائهم من قيام مجلس الجامعة مؤخراً بإصدار قرار يقضي بتحويل المقررات الدراسية التي كانت نسبة النجاح فيها مرتفعة من النظام المؤتمت إلى النظام التقليدي، في حين اعتبره البعض "إجحافاً بحق العملية التعليمية".
ورجح هؤلاء الطلاب أن يكون الهدف من القرار الجديد "مادياً" في ظل السياسة التي تتبعها وزارة التعليم العالي حيال زيادة الرسوم الجامعية.
وقالت علا كريم، وهي طالبة في قسم الإعلام في التعليم المفتوح، إن "القرار يهدف بالدرجة الأولى إلى جعل الطالب يرسب في مواده كي يعيد دفع الرسوم ويدعم جيوب الحكومة على حساب أهله".
وبرر نائب رئيس جامعة دمشق لشؤون الطلاب الإدارية، صبحي البحري، هذا القرار بـ"حرص الجامعة على رفع السوية العلمية".
وذكر "البحري" أنه وفقاً لقرارات مجلس التعليم العالي لا يجوز أن تتجاوز نسبة النجاح في أي مقرر أكثر من 80% كما يجب ألا تقل عن 20%.
لكن الطالبة علا كريم قالت: "إذا كانوا يريدون فعلاً تطبيق قرارات التعليم العالي ليطبقوا تلك القرارات على المواد التي نسبة النجاح فيها لا تتجاوز 10%".
وبحسب العديد من الطلبة فإن نسب النجاح في الكثير من المقررات لا تصل إلى 20%، خاصة في أقسام اللغات الأجنبية مثل قسمي اللغة الإنكليزية واللغة الفرنسية.
ويفضل الطلاب النظام المؤتمت على التقليدي لأنه يضمن، حسب رأيهم، أنهم سيحصلون على العلامات التي يستحقونها ولن يقعوا تحت رحمة "مزاج" الدكاترة والطلبة المعيدين الذين يعاونونهم في التصحيح.
وقالت لمى النصري، وهي طالبة في قسم الترجمة: "نفضّل النظام المؤتمت لعدة أسباب، أهمها أن نتائج المواد المؤتمتة تظهر سريعاً على عكس المواد التقليدية التي قد تتأخر لأشهر، كما أن المواد المؤتمتة يتم تصحيحها إلكترونياً، وبهذا لن نتعرض للظلم في التصحيح الذي نتعرض له في المواد ذات النظام التقليدي".
وتقدر أعداد الطلاب في نظام التعليم المفتوح بحوالي /30/ ألفاً يتوزعون على برامج الترجمة والإعلام والدراسات القانونية والمحاسبة وإدارة المشروعات الصغيرة والمتوسطة والدراسات الدولية الدبلوماسية ورياض الأطفال.
وقال الطالب قيس سلامة إن "مدرّس أي مقرر يقوم بوضع الدرجات بشكل اعتباطي لأنه ليس مستعداً أن يقضي كل وقته لتصحيح أوراق الطلاب الذين قد يتجاوز عددهم خمسة آلاف لكل مقرر، وإذا كان الأستاذ يدرّس أكثر من مقرر فتبلغ أعداد الأوراق لديه الآلاف".
وأضاف: "يلجأ الأستاذ لتسليم الأوراق للمعيدين الذين يصحّحون الأوراق الامتحانية على مزاجهم، وينجِّحون الطلاب أو يرسِّبونهم على هواهم".
ولم نتمكن من الحصول على تعليق من دكاترة الجامعة حول اتهامات الطلبة ومطالبهم.
ويعاني قطاع التعليم في سوريا تراجعاً لافتاً بسبب هجرة الأكاديميين وتدمير المؤسسات التعليمية نتيجة الحرب التي تشهدها البلاد منذ نحو عقد، بالإضافة إلى أسباب تتعلق بـ"الفساد المتفشي في أغلب الجامعات السورية"، بحسب تقارير دولية.