حلب – نورث برس
يشهد قطاع تربية النحل في ريف حلب الشمالي انتعاشاً من خلال انتشار عدد من المناحل مؤخراً، لا سيما بعد توقف العمليات القتالية التي بدأت أواخر العام 2019 الفائت بين قوّات الحكومة السورية وفصائل المعارضة المسلّحة،
ولجأ الكثير من المزارعين في تلجبين وحردتنين ومعرسة وحيان ونبّل والزيارة وغيرها من القرى الواقعة بريف حلب الشمالي، لإنشاء مشاريع لتربية النحل، فيما انتقد البعض غياب الدعم الحكومي عن هذا القطاع.
وقال يوسف الحسين (44عاماً)، وهو مزارع وأحد مربي النحل في بلدة مسقان بريف حلب الشمالي، لـ "نورث برس"، إن تربية النحل مشروع ناجح إذا استطاع المربي التعامل معه بطريقة مهنية وعلمية، " فمن الضروري معرفة أوقات تفقيس بيوض النحل، ومتى يحتاج للتغذية، وماهية المراعي اللازمة، وأوقات نقل خلاياه بين المراعي من منطقة إلى أخرى".
وأضاف: "في آواخر الصيف وبدايات الخريف، يتم جني العسل إذ يمكن للخلية الواحدة المصنوعة بطريقة تقليدية إنتاج خمسة كيلوغرامات من العسل وسطياً، ويباع الكيلو منه بأكثر من /15/ ألف ليرة سورية حالياً".
ودفع قلّة رأس المال المطلوب لتأسيس منحلة عدداً من سكان الريف الشمالي لحلب إلى البدء بمشاريعهم الخاصة لتربية النحل، لتكون مصدر كسب لهم، بحسب مربين من المنطقة.
وقال فارس عمشان، وهو أحد مربي النحل في بلدة نبّل، إن سوء الأوضاع المعيشية وعدم توفر فرص عمل، دفعته للبحث عن مشروع صغير كتربية النحل.
لكنّ "عمشان" يرى أن تربية النحل "مهنة تحتاج لخبرات لا يمكن اكتسابها بسهولة".
ويضيف: "بعض الشبان بدأ مشروعه بخلية واحدة، والبعض فضّل وضع خلاياه لدى مربين أكثر خبرة للاستفادة من تجاربهم، فهذه المشاريع فتحت الباب أمام شبان وعائلات للهروب من سوء الأحوال المعيشية في ريف حلب الشمالي جراء التدهور الاقتصادي في البلاد عموماً".
وتعرض قطاع تربية النحل، كغيره من القطاعات الزراعية، لانتكاسات وعقبات حالت دون ازدهاره خلال أعوام سابقة، لاسيّما مع ارتفاع أسعار الخلايا الخشبية المصنّعة، وارتفاع أسعار الأدوية اللازمة وعدم توفر اللقاحات الضرورية للمناحل.
ويشتكي مربو النحل من انعدام الدعم الحكومي، لا سيما فيما يخص أسعار مستلزمات المناحل، رغم أن وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي في الحكومة السورية أقامت العام الفائت معرض العسل السوري الأول بدمشق والذي تضمن منتجات النحالين السوريين من العسل.
وقال عماد طه أحمد، من سكان بلدة الزيارة في ريف حلب الشمالي وصاحب منحلة في أطراف البلدة، لـ "نورث برس"، إن أبرز المشكلات التي يواجهها أصحاب المناحل تكون في "الغلاء وارتفاع الأسعار، حيث اضطر الكثير من أصحاب المناحل إلى تخفيف أعداد خلاياهم وبيعها بسبب ارتفاع أسعار الأغذية والأدوية الخاصّة بالنحل، إضافة لارتفاع أسعار معدات مربي النحل الشخصية".
وأضاف: "لا يلقى هذا القطاع دعماً حكومياً كباقي القطاعات الزراعية، فحتّى مراكز الإرشاد الزراعي لا تقوم بتفقّد المناحل، وتقديم ما يلزم من دعم لاستمرار هذه المهنة".