انتشار العقارب مع ارتفاع درجات الحرارة يثير مخاوف نازحين بمخيمات ريف الرقة

الرقة- أحمد الحسن – نورث برس

 

مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، يتخوف سكان في /60/ مخيماً عشوائياً في أرياف الرقة، شمالي سوريا، من انتشار العقارب وسط لجوء البعض إلى طرق تقليدية للمعالجة في ظل إغلاق المراكز الصحية في الفترة المسائية.

ويكثر انتشار العقارب بشكل خاص في المخيمات القريبة من الحقول أو التي انتشرت في الأماكن الوعرة بجوار القرى كمخيمات الحتاش والجربوع وحزيمة والحكومية شمال مدينة الرقة، والتي يتخوف سكانها من الإصابات، لا سيما بالنسبة للأطفال والمسنين.

 

وتعرضت رابعة العدنان ( 62عاماً)، وهي نازحة تقيم في مخيم بقرية الحكومية، /20/ شمال مدينة الرقة، للدغة عقرب مطلع الشهر الجاري، "لدغني عقرب قرابة الساعة الثانية عشرة ليلاً، لأستيقظ من شدة الألم وإذ به يتحرك بجواري".

 

وقالت "العدنان"، التي تعيش مع ابنها وعائلته، إنها تعرضت في فترة سكنها في المخيم لأكثر من خمس لدغات عقارب، لتقوم بمعالجة الإصابة بطرق تقليدية شائعة في المنطقة.

 

وأضافت: "قام ابني بربط إصبعي وجرح مكان اللدغة فيه، ثم مص السم وقذفه، الوقت كان متأخراً ولا يوجد أي مركز صحي مفتوح في ذلك الوقت".

 

ويلجأ سكان ونازحون في ريف الرقة إلى إجراء إسعافات بطرق شعبية للمصابين بلدغات العقارب، من بينها وضع قطعة من العجين أو الطماطم على مكان الإصابة ما يساعد، برأيهم، في سحب السم إلى خارج الجسم، بينما يحتاج المصاب للوصول إلى مركز صحي أو مشفى إن كان طفلاً أو مسناً أو ظهرت عليه أعراض شديدة في الساعات التالية.

وقال محمد الحساني(42 عاماً)، الذي يقطن مع زوجته وأطفاله الخمسة في خيمة بجوار مقلع قديم لمواد البناء في قرية الحتاش، /20/ كم شمال مدينة الرقة، إنهم يقتلون كل يوم ثلاثة أو أربعة عقارب بين الخيام، "منذ دخولنا لفصل الصيف أصبحت العقارب هي شغلنا الشاغل".

وأضاف: "نحن في المخيم ننام على الأرض، الأمر الذي يجعلنا أكثر عرضة للدغات العقارب التي تنتشر بشكل كبير والتي غالباً ما نجدها صباحاً بجوار الخيمة وفي الأماكن الضيقة".

وحتى الآن، لم يتعرض أي من قاطني مخيم قرية "الحتاش" هذا الصيف للدغات عقارب رغم كثرتها، بحسب ما يؤكده "الحساني".

 

 ويوجد في أرياف مدينة الرقة /60/ مخيماً عشوائياً، يبلغ متوسط قاطني كل مخيم قرابة /300/ عائلة، بحسب مكتب المنظمات في الرقة .

 

ويتوفر مصل لدغ العقارب في المراكز الصحية الموجودة في أرياف الرقة، وهي مركز الكرامة في ريف الرقة الشرقي ومركزا العكيرشي وأبو قبيع في الريف الجنوبي، بالإضافة لمركزي الخاتونية والقحطانية في الريف الغربي ومركز حزيمة في الريف الشمالي، كما تتوفر  الرعاية الصحية للمصابين في مركز سيف الدولة الصحي والمشفى الوطني في مدينة الرقة.
 

وقال جوان الذخيرة، من اللجنة الصحية في مجلس الرقة المدني، إن لجنة الصحة تعمل على توزيع المصل الخاص بالسموم على المراكز الصحية التي تتبع لها عن طريق مركز سيف الدولة الصحي، "هذا المصل يوزع بنسب معينة بحيث يغطي حاجة المراكز".

ولفت الذخيرة إلى أن المصل "يوزع بشكل مجاني على المراكز الصحية، كما أنه يحمل ختم لجنة الصحة ويمنع تداوله في الصيدليات، كي لا يتم استغلال المواطنين، نظراً لسعره الباهظ".