رواج تعاطي الحشيش والحبوب المخدرة يهدد مستقبل شباب في السويداء

السويداء – نورث برس

 

يقول سكان من مدينة السويداء، جنوبي سوريا، إن انتشار تعاطي المخدرات أصبح يهدد مستقبل العديد من أبنائهم حتى في المدارس والجامعات، بينما يذكر قائمون على بعض المؤسسات شهاداتهم حول هذه المخاطر.

 

وأفرزت سنوات الحرب في سوريا عدداً من الظواهر الاجتماعية التي لا تزال تودي بمستقبل وحياة فئة الشباب والناشئين خاصة، من بينها انتشار تعاطي الحشيش والمواد المخدرة في عدد من المناطق السورية.

 

وقال الشاب أكثم (اسم مستعار)، الذي يبلغ /29/ عاماً، لـ "نورث برس"، إنه يجتمع مع "ثلة من أصدقاء الكيف" بشكل دوري في منزل شرق مدينة السويداء والذي يعود لأحد أفراد المجموعة التي تضم شباباً وفتيات، "ندخن الحشيش ونتعاطى الحبوب المخدرة".

 

وأضاف: "أنا أدرك أنّنا في حالة ضياع، ولا نعلم إلى أين نمضي في التعاطي، وإلى أين ستوصلنا هذه العادات القاتلة والمدمرة للعقل والجسم؟! 

 

لكن الأمر يتجاوز ما وصفه أكثم من "تدمير العقل والجسم" لدرجة خسارة بعض العائلات لأبنائها بعد تدمير مستقبلهم وحياتهم.

 

وقال أبو فياض (اسم مستعار) الذي انتحر ابنه المتعاطي للحبوب المخدرة، لـ"نورث برس"، إن ابنه الوحيد كان يبلغ العشرين من عمره وكان طالباً في كلية الاقتصاد بدمشق ويعزف على آلة البزق ببراعة، "فجأة ظهر له أصدقاء غرباء، وبدأت تتغير تصرفاته معنا وداخل المنزل، وتكرر غيابه الطويل، كان يعود في حالة غير طبيعية، ويصبح عدوانياً في أجوبته إن سألناه ما بك".

 

وأضاف: "وجدت في جيب ملابس ابني كمية من الحبوب المخدرة، وحاولت البحث عن حلول، لكن في 15 آب/ أغسطس من العام الفائت، عاد فياض إلى البيت مضطرباً، ودخل غرفته، هرعت أنا ووالدته خلفه، لكنه أقفل الباب خلفه، وبعد لحظات سمعنا صوت إطلاق نار داخل الغرفة، فخلعت الباب بالقوة ووجدته غارقاً بدمه والمسدس مرمياً بجانبه".

 

وذكر مصدر طبي من مدينة السويداء، اشترط عدم ذكر اسمه، لـ "نورث برس"، أنّه تم تسجيل /6/ حالات لشباب تتراوح أعمارهم بين /16 – 35/ عام، نتيجة تناول جرعات زائدة من المخدرات.

 

وكانت وزارة الداخلية في الحكومة السورية، قد ضبطت في كانون الثاني/ يناير الماضي كمية طن ونصف من حبوب الكبتاغون ومادة الحشيش، مهرّبة ضمن سيارة لنقل الخضار بين محافظتي درعا والسويداء، بحسب موقع وزارة الداخلية في الحكومة السورية.

 

بينما قال مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات الأردنية، الشهر الفائت، إنه تم ضبط /140/ كف حشيش بعد "تطبيق قواعد الاشتباك على الحدود وتراجع أشخاص إلى داخل العمق السوري".

 

ويقول سكان إن انتشار تعاطي المخدرات ازداد حتى وصل فئة الشباب الصغار في المدارس، وهو ما أكده مدير إحدى الثانويات المعروفة في مدينة السويداء، والذي يرى الأمر "غريباً عن مدارسنا ومجتمعاتنا وأخلاقنا".

 

ووصف مدير الثانوية ما يجري، لـ "نورث برس": "إحدى موجهات الصف الثالث الثانوي في المدرسة أبلغتني أنها تشتم رائحة غريبة ومنفّرة أثناء الاستراحة، قادمة من حمامات المدرسة، وفي اليوم التالي وبعد تتبع مصدر الرائحة القوية، ضبطنا خمسة طلاب داخل إحدى المنتفعات الداخلية للثانوية، يدخنون السجائر المحشوة بالحشيش، وبعد تفتيشهم وتفتيش حقائبهم، وجدنا حبوباً مخدرة وأقلام حبر مفرغة معبأة بالحشيش".

 

وأضاف "المدير" أنهم أبلغوا الأهل والقسم الجنائي في مدينة السويداء، "لتظهر التحقيقات فيما بعد أن رجلاً يستقل سيارة يأتي كل صباح إلى مكان قريب من المدرسة، "كان يلتقي الطلاب ويعطيهم بعض الحبوب المخدرة والحشيش لترويجها بين زملائهم".