تدني إنتاج القمح بريف حلب الشرقي.. والمزارعون يربطونه بغياب الدعم الحكومي

حلب – علي الآغا – نورث برس

 

بحذر شديد يستمر مزارعو ريف حلب الشرقي بعمليات حصاد القمح، وسط خوف من اندلاع حرائق، في ظل مخاوف من استمرار نقص المستلزمات الأساسية لمزروعاتهم، ما قد يؤثر على استمراريتهم في المواسم القادمة.

 

ويقول علي المهاوش، /38/ عاماً، وهو مزارع من منطقة دير حافر بريف حلب الشرقي، بإن الموسم في هذا العام سيء مقارنة مع العام الفائت، وذلك نتيجة نقص المياه، إلى جانب نقص الأسمدة التي تساهم عادة في تحسين جودة المحصول.

 

وأضاف "المهاوش" أن الحكومة السورية لم توفر الأسمدة بشكل كافٍ، مقارنة مع المساحات التي زرعها في المنطقة، مشيراً  إلى أنهم "يعانون في كل سنة  من نقص في الأسمدة، ما يحول دون حصولهم على محاصيل بجودة عالية".

 

وأبدى المهاوش مخاوفه من اندلاع حرائق بسبب الحصادات، إذ سبق أن تسببت باحتراق أكثر من /36/ دونماً في مسكنة مطلع حزيران/ يونيو الجاري، بعد ارتفاع درجات الحرارة.

 

وقال حسن الجميلي /46/، وهو مزارع من منطقة مسكنة بريف حلب الشرقي، بإن نوعية البذور في هذه السنة كانت سيئة للغاية، مما أدى إلى تصنيف معظم محاصيل المزارعين بعد توريدها إلى مراكز الحبوب وفق الدرجة الثالثة.

 

وأشار الجميلي إلى أنه ومنذ اندلاع الحرب في سوريا، بات معظم مزارعي المنطقة يعتمدون على زراعة البذار ذاتها بسبب ارتفاع أسعار البذار، بشكل لا يتناسب مع التكاليف وعملية بيع المحصول.

 

 ونوه إلى أن الإنتاج كان وفيراً خلال السنوات التي سبقت الحرب السورية، ذلك أن مديرية الزراعة كانت توفر بذار ذات جودة عالية.

 

وبدأ فرع المؤسسة السورية للحبوب بحلب باستلام القمح في التاسع من حزيران/ يونيو الجاري، وذلك بعد قرار مجلس الوزراء في الحكومة السورية القاضي برفع سعر شراء القمح من المزارعين إلى /400/ بدلاً من /225/ ليرة سورية للكيلو الواحد.

 

وافتتحت المؤسسة سبعة مراكز لاستلام القمح من المزارعين، موزّعين بين مناطق الريف الشرقي لمدينة حلب، من بينهم اثنين لاستلام القمح، هما مركز هنانو وتل بلاط، أما المراكز الأخرى، فقد توزعت على مناطق جبرين ومسكنة وتل السوس وجب ماضي وبريدة.

 

ويتحدث المهندس عبد الجليل حردان، مدير فرع المؤسسة السورية للحبوب في حلب عن اتساع انتشار أفرع المؤسسة في عموم ريف المحافظة، بعد سيطرة قوات الحكومة السورية عليها، "ما جعلنا نعقد الآمال في الحصول على مخزون وفير".

 

وأضاف حردان أن مؤسستهم اشترت في العام الفائت القمح بمبلغ /6/ مليار و/800/ مليون ليرة سورية، أما في هذه السنة فمن المتوقع أن تصل الكميات المشترات إلى أكثر من /11/ مليار ليرة، نتيجة ارتفاع  سعر كيلو القمح عن السنة السابقة.

 

ورغم رفع الحكومة السورية لتسعيرة شراء محصول القمح إلى /400/ ليرة سورية إلا أن المزارعين يرونها غير كافية لضمان هامش ربح يكافئ تكاليفهم واتعباهم ويضمن استمراريتهم.