ارتفاع إيجار المنازل تماشياً مع سعر صرف الدولار يثقل أعباء السكان في منبج
منبج – صدام الحسن – نورث برس
يجلس فرج الهويدي (39 عاماً) بمفرده في حديقة المنصور وسط مدينة منبج شمال سوريا، شارداً وهو يفكر كيف له أن يدفع إيجار منزله "المرتفع" في ظل أحوالٍ اقتصادية صعبة يعيشها مع عائلته، متأملاً أن يحلّ عليهم الفرج قريباً.
ويعيل "الهويدي" وهو عامل من سكان بلدة دير حافر جنوب منبج، عائلة مكونة من سبعة أفراد في منزل إيجار وسط المدينة، مكون من غرفتين فقط، وهو مستاءٌ من حالة ارتفاع أجور المنازل، "نتعرض للاستغلال من أصحاب المنازل والمكاتب العقارية".
ويقول لـ "نورث برس"، "الأوضاع صعبة جداً، لا نستطيع تأمين قوت يومنا، فكيف لنا أن ندفع أيجار المنزل الذي يصل إلى /40/ ألف ليرة سورية، وهذا المبلغ معرض للارتفاع في أي لحظة".
ويشير "الهويدي" إلى أن أصحابي المنازل باتوا يحسبون "إيجارها بالدولار إذ بات من النادر أن تجد بيتاً للإيجار يطلب صاحبه أجرته بالليرة السورية" .
يقول :"إيجار المنازل في المناطق الحيوية وصل مؤخراً إلى \100\ دولار أمريكي في حين وصل إيجارها في المنطقة الريفية إلى /40/ ألف ليرة".
ويشتكي فرج الهويدي كغيره من توقف عمله وقله مورده المالي، الأمر الذي يزيد عليه أعباء إضافية في ظل ارتفاع أسعار مختلف السلع والبضائع مع تذبذب قيمة الليرة السورية.
ومنذ مطلع هذا العام، ارتفعت قيمة سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة السورية بنسبة كبيرة جداً إذ وصلت قيمة الليرة مع نهاية 2019 في السوق السوداء إلى /915/ مقابل الدولار الواحد، بينما بلغ سعر صرف الدولار الخميس، /2650/ ليرة بحسب شركات صرافة محلية بشمال شرق سوريا.
وتقول فوزة المحمد (40 عاماً) التي تقطن مع عائلتها في بيت للإيجار على "طريق الجزيرة" شرق مدينة منبج، لـ "نورث برس" إنهم كانوا يدفعون قبل شهر /20/ ألف ليرة كإيجارٍ للبيت، لكن صاحبه رفعها إلى /50/ ألف ليرة بحجة أن هناك مستأجراً آخر مستعدٌ لدفع هذا المبلغ".
وتضيف، "صاحب المنزل استغل الوضع وخيّرنا بين دفع /50/ ألف ليرة كإيجار شهري أو إخلاءه بشكل نهائي بمهلة أقصاها آخر هذا الشهر".
ويحصل زوج فوزة ، وهو عاملٌ في سوق الهال (سوق الخضار) أجرة يومية لا تتجاوز الـ /3000/ ليرة ،"هذا لا يكفينا لتأمين الطعام والشراب، ولم يعد لدينا قدرة على تحمل هذا الوضع المعيشي المزري"، بحسب وصفها.
وتقول السيدة بحسرة، "لو كان بإمكاننا شراء منزل لقمنا بذلك، لكن أوضاعنا المادية لا تسمح، كما أن ثمن منزل بمواصفات عادية يتجاوز الـ /20/ مليون ليرة".
وتشهد إيجارات المنازل في شمال شرقي سوريا، مثل قطاعات الحياة الأخرى، ارتفاعاً كبيراً في الأسعار، مع تراجع نسبي في الحركة العمرانية جراء ارتفاع أسعار مواد البناء، وسط زيادة الطلب عليها.
و يقول تركي الجاسم، الرئيس المشارك لاتحاد المكاتب العقارية في منبج لـ "نورث برس" إن الارتفاع الأخير في أسعار صرف الدولار أثر بشكل كبير على الحركة العقارية في المدينة.
ويضيف، "الكثير من أصحاب العقارات قاموا برفع أسعار وإيجار عقاراتهم تماشياً مع أسعار الصرف الجديدة حيث وصلت نسبة الارتفاع نحو /50/ بالمئة، وهو ما ينعكس سلباً على السكان ويجعل سوق العقارات في حالة من الجمود والكساد".