عودة الحركة الرياضية إلى الرقة.. أمل رياضيين يعيقه غياب الدعم و تأخر تأهيل المنشآت
الرقة- أحمد الحسن- نورث برس
ينتقد لاعبون ومهتمون بشؤون الرياضة في مدينة الرقة، شمالي سوريا، ضعف النشاط الرياضي وتأخر استكمال أعمال ترميم المنشآت الرياضية في المدينة، فيما يرجع القائمون على تلك المشاريع تأخر تنفيذها إلى الميزانية المخصصة وظروف الوقاية من تفشي فيروس كورونا المستجد.
ويرى رياضيون أن أملهم في عودة الحركة الرياضية إلى مدينتهم كسابق عهدها لم يتحقق بعد، رغم مرور ما يقارب ثلاث سنوات من طرد تنظيم "الدولة الاسلامية"(داعش) منها، في ظل استمرار أعمال إعادة تأهيل وترميم المنشآت الرياضية في مدينة الرقة.
انعدام الأنشطة الرياضية
وقال خليل الشيخ، وهو أحد اللاعبين القدامى في نادي الشباب، إن "الحركة الرياضية في الرقة لم تتقدم حتى بعد تحرير المدينة، وذلك لعدم وجود دعم مادي أو معنوي للاعبين".
ولفت "الشيخ" إلى عدم وجود تشجيع للهواة من الناشئين والأشبال، "للأسف، الرياضة في مدينة الرقة انعدمت منذ عام 2013".
ووصف صالح الداود (45عاماً)، وهو لاعب في نادي الفرات، الواقع الرياضي في مدينة الرقة بـ"المتدني"، وذلك "لعدم وجود دعم مادي للاعبين كتخصيص رواتب، حتى يتفرغ للرياضة أو التدريب".
وذكر أنه راجع لجنة الشباب والرياضة في "الإدارة المدنية" عدة مرات لتأمين الدعم المادي، "لكن دون جدوى".
وأشار "الداود" إلى أنه قام، مع مجموعة من المتبرعين، بتجهيز ملعب لكرة القدم في حي "المشلب" شرقي المدينة على نفقتهم الخاصة بتكلفة /10/ ملايين ليرة سورية، "وتم تجهيز هذا الملعب ليتمكن الهواة في الرقة من اللعب فيه".
ولا يوجد في مدينة الرقة حالياً سوى نادٍ مرخص وحيد من قبل لجنة الشباب والرياضة وهو نادي قوى الأمن الداخلي، والذي يضم مجموعة ألعاب منها الفردية كألعاب القوى والجماعية ككرة القدم والطائرة واليد، بالإضافة لوجود "أندية الأحياء الشعبية" غير المرخصة، بحسب ما ذكرته لجنة الشباب والرياضة.
وتتضمن شروط الترخيص لدى لجنة الشباب والرياضة أن يتضمن النادي لعبة جماعية ولعبتين فرديتين على الأقل ويوفر مقراً له، بحسب نائب رئيس لجنة الشباب والرياضة أحمد الشريف.
وأضاف أنهم يهتمون في الوقت الحالي "بإعادة تفعيل المنشآت الرياضية، أما موضوع دعم اللاعبين فسوف يتم خلال الخطط السنوية المقبلة، ولن نتمكن من دعم اللاعبين دون وجود منشآت رياضية جاهزة".
أعمال ترميم لم تنتهِ
وتعمل لجنة الشباب والرياضة بالتعاون مع لجنة الإدارة المحلية والبلديات التابعة لمجلس الرقة المدني على إعادة تأهيل المدينة الرياضية في مدينة الرقة، والتي تضم الملعب البلدي لكرة القدم الذي يتسع لأكثر من/15/ ألف متفرج، بالإضافة إلى حدائق ومسبح وفندق وملعب لكرة السلة وآخر لكرة اليد.
وقال عبد الكريم عباس، وهو المشرف على أعمال التأهيل في لجنة الشباب والرياضة، لـ"نورث برس"، إن أعمال التأهيل والترميم الحالية تشمل تسوية أرضية الملعب البلدي وإزالة الركام وتنظيف الحدائق، بالإضافة لترميم المسبح وإعادة تأهيل المطعم الموجود في المدينة الرياضية.
وأشار "عباس" إلى افتتاح المسبح قريباً بعد إعادة بناء الأجزاء المدمرة من المسبح وتلبيس جدرانه بالسيراميك وإصلاح مضخات المياه اللازمة للعمل منذ البدء باستكمال أعمال التأهيل هذا العام.
وأضاف أن أعمال الصيانة والتأهيل التي بدأت عام 2017 لا تزال مستمرة، " لكن بشكل تدريجي بحسب الميزانية المالية المخصصة لهذه الأعمال".
كما أعاد المشرف على تأهيل تلك المنشآت سبب تأخر استكمال أعمال ترميم المنشآت الرياضية هذا العام إلى الإجراءات الوقائية لفيروس "كورونا المستجد"، حيث توقفت فترة الحظر وبدأ استئنافها مطلع حزيران/ يونيو الجاري.
"الملعب الأسود"
وكانت المدينة الرياضية في مدينة الرقة قد تعرضت كحال معظم المنشآت الأخرى للدمار أثناء المعارك التي دارت بين قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي ومسلحي تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) عام 2017.
واتخذ عناصر عناصر تنظيم "الدولة" معظم المنشآت الرياضية في مدينة الرقة كسجون ومقرات له، كالملعب البلدي الذي كان يعتبر من أكثر النقاط الأمنية رعباً آنذاك، حيث كان يعرف باسم "النقطة/11/" ويضم العديد من السجون بشتى أنواعها ومراكز تعذيب مختلفة، حسب ما يذكر رياضيون وسكان من الرقة.
وقال المشرف على أعمال التأهيل في لجنة الشباب والرياضة، عبد الكريم عباس، إن المدينة الرياضية " تحولت أيام سيطرة داعش على الرقة إلى معتقل كبير، تنفذ فيه معظم عمليات القصاص، كما دفن كثير من شباب الرقة في أرضية الملعب البلدي".
ومنع تنظيم "الدولة الاسلامية"(داعش)، أثناء سيطرته على الرقة في العام 2014، تكوين الفرق الرياضية، كما أنه أقدم على إعدام لاعبين من نادي الشباب.
وكانت عمليات إزالة الألغام وانتشال الجثث وترحيل الركام من أرضية الملعب وترميم المدرجات وإزالة الشظايا من المضمار قد بدأت في العام 2018.
وكان سكان الرقة يسمون الملعب البلدي أثناء سيطرة تنظيم "الدولة" بـ"الملعب الأسود"، حيث كان "الداخل إليه مفقود والخارج منه مولود"، على حد تعبير سكان من المدينة.
وتم استخراج /553/ جثة من أرضية الملعب البلدي عام 2018، تعود لأطفال ورجال ونساء، بحسب فريق الاستجابة الأولية في الرقة.