رغم الدمار الذي أصابها وارتفاع أسعارها.. إقبال كبير على شراء عقارات في حي بحلب

حلب – نورث برس

 

يشهد حي "جمعية الزهراء" في الجهة الشمالية الغربية لمدينة حلب، والذي أنهكته الحرب، حركة تجارية لبيع وشراء الشقق ومحاضر العقار، ولم يقف الدمار الذي نال أبنيته خلال المعارك بين قوات الحكومة السورية وفصائل المعارضة المسلحة عائقاً أمام المشترين والتجار الذين باتوا يتسابقون لاستثمار أموالهم بأي عقار في هذا الحي في ظلّ انخفاض قيمة الليرة السورية.

 

ويلجأ تجار وأصحاب رؤوس أموال في مدينة حلب شمالي سوريا، لشراء العقارات من منازل ومحاضر ومحال تجارية، هرباً من الخسائر نتيجة انهيار قيمة الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية والسلع التجارية، فشراء العقار برأيهم بات ملاذاً آمناً لرؤوس الأموال المحلية التي تخسر قيمتها بسبب التدهور الاقتصادي في سوريا عموماً.

 

وقال زكوان سمير قبانجي 53) عاماً)، وهو مهندس مدني يعمل في جمعية تشرين السكنية، لـ "نورث برس"، إن نصيب حي جمعية الزهراء من البيع والشراء كان وافراً في الفترة الأخيرة، "فالتجار باتوا يشترون حتى الشقق المدمّرة ويستثمرون أموالهم فيها، آملين تحقيق الربح وعدم الخسارة، بغض النظر عن وقت جني الأرباح".

 

وأضاف: "قسم من التجار يشتري عقاراً على ورق، دون الاهتمام بالتفاصيل المعتادة لشراء أي منزل، سوى وجود أوراق طابو ومستندات سجل عقاري تضمن حقه، فرغم الدمار الكبير في أبنية الحي ارتفعت أسعار العقارات فيه وأقبل التجار على شرائها".

 

ولفت بكري الآغا، وهو صاحب مكتب عقاري في الحي، إلى ازدهار سوق العقار مع كل ارتفاع لسعر صرف الدولار، "ويزداد الطلب على العقارات خاصة في "جمعية الزهراء" الذي يعتبر من الأحياء الراقية والمرغوبة للسكن، لأن من يشتري عقاراً في الحي، يضع في حسبانه تحقيق مرابح كبيرة بعد إعادة تأهيل الحي".

 

وأضاف "الآغا": "منذ أيام تمّ شراء شقة مدمّرة في محضر متهالك بسعر /150/ مليون ليرة سورية، ورغم أنه مبلغ كبير لكن في حال تمّ تأهيل البناء وتجهيز الشقة، قد يرتفع ثمنها للضعف وربما أكثر، فالعقار يعتبر حلاً لمشكلة انخفاض قيمة العملة وتذبذب سعر الصرف".

 

وكان حي "جمعية الزهراء"، الذي يمتاز بأبنيته الواسعة والفاخرة، قد شهد خلال الأشهر الماضية أعمال صيانة وبناء محدودة تمت المباشرة بها في بعض المنازل والأبنية المتضررة، ورغم قلّة تلك الأعمال المنفّذة بشكل كامل، لكنها ساهمت في عودة الكثير من سكان الحي، كما قامت بلدية حلب بتأهيل مؤسسات تعليمية وصحية في الحي.

 

من جانبه، قال المهندس رضوان الشيخ علي، وهو موظف قطاع حلب الجديدة وجمعية الزهراء في بلدية حلب، لـ "نورث برس"، إنه "في ظلّ الأزمة الاقتصادية وبالنظر لحالة العجز المالي الذي يصيب المؤسسات الخدمية، لا يمكن تأهيل المرافق العامة والخدمية في الحي ضمن مدّة زمنية محددة، فالإعمار يتم بوتيرة بطيئة وضمن الإمكانات المتاحة".

 

وأضاف "مبدئياً تمكنّا من تأهيل المدارس وبعض المراكز الصحية، وباشرنا بعملية تزفيت الطرقات الرئيسية، لكن تعبيد شوارع الحي بحاجة لوقت ومصاريف وجهود متضافرة بين القطاعات الخاصة والحكومية".