أدوية مفقودة وأخرى نال منها الغلاء في إدلب بعد توقف دخول الأدوية السورية

إدلب – نورث برس

 

تشهد مناطق محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، كباقي المحافظات السورية انقطاعاً لأصناف من الأدوية وارتفاعاً غير مسبوق لأصناف أخرى وصل إلى حد 100 %.

 

ويعيد متابعون الأسباب إلى ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي وتهاوي قيمة الليرة السورية، وتوقف إنتاج المعامل في مناطق سيطرة القوات الحكومية عن تصنيع الدواء، في حين لا تلوح حلول واضحة لهذه الزمة.

 

وقالت هيام الناصر (54 عاماً)، وهي مريضة قلب من مدينة إدلب، إنها تواجه صعوبة في تأمين أدويتها منذ أشهر بعد إغلاق المعابر مع مناطق الحكومة السورية.

 

وأضافت أنها تسعى "للحصول على أدوية بديلة من تركيا أحياناً رغم أنها ليست بدرجة الفعالية نفسها، وتضطر تارة أخرى للبقاء دون دواء لفترات تصل إلى شهر كامل في بعض الأحيان".

 

وتهدد أزمة الأدوية حياة كثيرين من المرضى في ظل الأوضاع المعيشية المتدهورة وضعف القوة الشرائية لدى السكان.

 

تدهور الليرة وإغلاق المعابر

 

وقال الصيدلاني في مدينة إدلب خالد يماني، لـ "نورث برس"، إن سبب انقطاع الأدوية هو ارتفاع صرف الدولار ما أدى لارتفاع أسعار المواد الأولية المستوردة مع عدم موافقة وزارة الصحة في الحكومة السورية على رفع سعر الدواء المحلي، ما دفع معامل التصنيع الواقعة في مناطق سيطرة الحكومة السورية للتوقف عن الإنتاج.

 

وقال عبد القادر النجم، وهو طبيب مختص بالأمراض الداخلية، إن سبب انقطاع الأدوية يعود إلى التكاليف العالية في التصنيع، نتيجة انخفاض قيمة الليرة السورية، بالإضافة إلى أن سيطرة قوات الحكومة السورية على معامل الأدوية في ريف حلب أوقف إمداد مناطق شمال غربي سوريا بالدواء.

 

وأضاف: "نقل الأدوية من مناطق النظام إلى مناطق شمال غربي سوريا أصبح مستحيلاً، وخاصة بعد إغلاق المعابر في الفترة الأخيرة ".

 

 

وعزت إلهام جمالي، وهي طبيبة من مدينة إدلب، أسباب انقطاع الأدوية إلى الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي تمر بها البلاد عموماً، إضافة "لإغلاق المعابر بين محافظة إدلب ومناطق سيطرة القوات الحكومية، حيث توجد معامل الأدوية التي تمثل المورد الأول للأدوية إلى مناطق الشمال السوري".

 

وكان معبر "العيس" في ريف حلب الجنوبي، وهو آخر معبر كان يربط بين مناطق سيطرة الحكومة السورية ومناطق المعارضة المسلحة في إدلب، قد أغلق في السابع من شباط/ فبراير الماضي، وتوقفت عمليات شحن البضائع والخضراوات إلى مناطق ريفي حلب وإدلب الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة.

 

استيراد أدوية غير سورية

 

وفقدت أصناف مختلفة من الأدوية من معظم الصيدليات في إدلب وريفها، أبرزها لأمراض مزمنة وعضال، كما فقدت أنواع أخرى حتى في المستودعات الرئيسية والفرعية في المنطقة، فيما اتجهت وزارة الصحة التابعة للمعارضة الموالية لتركيا مع الصيادلة لتسعير الأدوية بالدولار أو الليرة التركية.

 

وقال الطبيب عبد القادر النجم، إن أبرز الأدوية التي فقدت من الصيدليات، هي أدوية الأمراض القلبية، ما يجبر المرضى على استبدال الدواء المعتاد بأصناف من صناعة تركية أو تأمين بديل عنه من المراكز والمشافي المجانية.

 

 وأشار إلى وجود مشكلة حتى بالنسبة للأصناف المتوفرة، فارتفاع أسعارها بنسب كبيرة بلغت في بعض الأدوية الضرورية نسبة 100 % جعل من الصعب تأمينها.

 

بينما أضاف الصيدلاني خالد أن "أغلب الأدوية مفقودة من صيدليات مدينة إدلب، ومن بينها أدوية الضغط والسكري والربو والمضادات الحيوية".

 

ورأت الطبيبة إلهام أن "الحلول التي تسعى لها وزارة الصحة في إدلب بالتعاون مع نقابة الصيادلة هي تأمين الأدوية البديلة من خلال استيراد أدوية أجنبية غير السورية ".